التحايا زمن كورونا

ثقافة شعبية 2020/08/24
...

 باسم عبدالحميد حمودي

درج العرب وغيرهم من الشعوب على وضع قواعد شبه ثابتة لإزجاء التحية والسلام بين الناس.
والتحية تسمى شعبيا (السلام) وتعني تأكيد الامان والاحترام بين البشر، ولها 
اشارات وكلمات تتحدد حسب مستوى الشخوص والاحوال والمكان.
ولنفرض مثلا أن سائرين بطريق واحد متعاكسي 
الاتجاه، فمن يبدأ التحية قبل سواه؟
الجواب واضح وهو الصغير للكبير والفرد للجماعة وراكب الحصان على الماشي على القدم.. الى غير 
ذلك.
ومن طرائفهم القول إن مكاري المطايا الذي يسير أو يركض بمطاياه إذا مر بجماعة 
فلا يقول لهم (السلام 
عليكم) لأنهم سيجيبوه (سلامك على ذيل مطيتك) بل يقول (الله يقويك) أو 
(الله يقويكم) عندئذ يجاب (ويقويك) أو أية عبارة مناسبة، ذلك أنه في عرفهم – سابقا – يمتهن مهنة لاتحتاج الى قتال او دفاع!
صار السلام اليوم عن طريق (هورن) السيارة وصار عن طريق الهاتف النقال، وفي 
زمن كورونا النذلة صار 
السلام عالميا برفع الأيدي من بعيد، أو عن طريق الانحناء البسيط عند المواجهة... وينتهي الأمر.
بعض رؤساء الدول أشاعوا السلام بهز الرأس بالمواجهة، وقام رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون بالسلام بالملامسة بعكس اليد مع آخر، فيما قامت رئيسة وزراء ألمانيا بالتلويح من على مسافة، في وقت ابتعد فيه المسؤولون في العالم العربي عن السلام بالمصافحة او الملامسة بالأنوف، كما هي العادة، مكتفين بالسلام عن بعد مناسب... تجنبا لعدوى أو اشتباها بها وسط حشد قليل أو كثير.
التحايا محبة، والسلام ود واحترام، لكن كورونا لاترحم كبيرا ولا صغيرا... وقانا الله من شرورها، وأشاع المحبة بين الناس.