هل ستفتح المدارس أبوابها للعام الجديد؟

اسرة ومجتمع 2020/08/24
...

بغداد / الصباح

حيرة، وخوف وتردد، جميع هذه المشاعر سيطرت على ذوي الطلبة، فبعضهم قد عانى من اغلاق المدارس في هذه السنة بسبب تفشي الوباء، وآخرون سيطر عليهم الخوف على اطفالهم الذين يجب تسجيلهم في المدارس الابتدائية، اذ لم تبد بوادر نهاية الوباء، بل ازدادت الاصابات ومعها قلق ذوي الطلبة الذين سيحرمون من ارتياد المدارس، وكسب العلم كما الاجيال السابقة.

لقاحان ولكن!
على الرغم من الاخبار المتداولة عن اكتشاف عدة لقاحات لفيروس كورونا، الا انها غير مؤكدة تماماً، فالعديد من الدول تتنافس فيما بينها لاجل الفوز بهذه المعركة، التي يترتب عليها الطابع السياسي فيما بينهم، ولكن يبقى الضحية هو الانسان فقط، ابو احمد (42 عاماً) كان سؤاله الغريب عن اللقاحات التي يطعم بها الطفل قبل دخوله المدرسة ، التي عادة ما تكون مطلوبة قبل أن يتمكن الطلاب من الالتحاق بالمدارس ليحدثنا بحرقة ويقول: " ابني احمد قد بلغ عامه السادس، وقد كنت منتظراً بفارغ الصبر اخذه للعيادة التي سيطعم بها ضد الحصبة وغيرها من اللقاحات، الا ان قرار اغلاق المدارس بسبب تفشي الوباء اللعين، جعل هذا اليوم يتلاشى، فهل يا ترى سيتم تطعيمه على الرغم من عدم افتتاح المدارس؟، فقد وضع آماله على لقاحين لرؤية ولده وهو يحمل حقيبة الكتب، احدهما للفيروس والاخر لكي يتأكد بأن المدارس قد فتحت ابوابها من جديد".
 
واقع التعايش
لقد بات الامر واضحاً تماماً بأننا لن نبلغ اللقاح في وقت قريب، فالحكومة قد تكبدت الخسائر الاقتصادية بسبب الاجراءات الاحترازية، ولا بد من تطبيق قواعد التباعد وعودة الحياة كما كانت، الاستاذة سعاد محمد (45 عاماً) معلمة لمادة الرياضيات في احدى المدارس توضح لنا رؤيتها للنظام التعليمي في ظل هذه الازمة وتقول: " البلد يعاني مسبقاً من ظروف اقتصادية وامنية، وهذا الاغلاق التام لكل شيء لن يخدم البلد، والحل في التعايش مع المرض، ويحتاج ذلك الى وعي كامل من قبل المواطن لكي تعود الحياة، وان يتعلم المواطن حماية نفسه بنفسه، ويعود الطلبة الى مدارسهم، اما الدولة فيجب عليها تطبيق ما قامت به بعض الدول في الحفاظ على ارواح الطلبة والمعلمين اذا ما تطلب الامر التعايش مع الوباء".
مضيفة " ان طبقنا النقاط المتعلقة بالوقاية، واحترمنا التباعد الجسدي ومارسناه بشكل صحيح، استطعنا ان نعبر هذه الازمة بسلام، وان نتعود على وجود المرض نفسياً لكي نستطيع التغلب عليه بوعينا وعلمنا وتطبيقنا لمبادئ السلامة والوقاية، ونعود ومعنا اطفالنا لنخلق الاجيال؟.
 
ما لا نعلمه عن "كورونا"
بات العديد من الناس يعلمون ما هي خطط الوباء وستراتيجيته ووسائل انتقاله، فهم يعلمون كيف ينتقل واي فئة تكون اكثر عرضة للاصابة، وهذه المعرفة كانت بسبب التجارب التي راح ضحيتها كبار العمر في اغلب الاحيان، الا ان ما لايعرفه الجميع عن هذا الوباء، هو هل يؤثر في صغار العمر كما يؤثر في الكبار؟، او هل انتقاله بين الصغار يكون بنفس سرعة انتشاره بين الكبار؟، هل ستؤدي اصابة الاطفال به الى الموت؟، العديد من الاسئلة التي بات كبار علماء العالم والاطباء غير قادرين على الاجابة عليها، وكل ذلك بسبب اغلاق المدارس في آن واحد منذ بدء تفشي المرض، اذ لم تكن هناك تجارب بهذا الجانب، ولا يوجد اثر لإغلاق المدارس على معدلات انتقال العدوى في المجتمع، وهذا الامر يجعلنا نتساءل مجدداً، هل افتتاح المدارس مجدداً واستقبال الطلاب تصرف صحيح بالرغم من عدم معرفتنا بتأثير هذا الوباء في هذه الفئة التي تعتبر اساس مستقبل البلد؟!.
 
كمامات مجانية
حلول عديدة ولكن الوقاية اهمها، هذا ما بدأ به الاستاذ منجد جبار(41 عاماً) حديثه ليضيف: "لست مع عودة الاطفال الى مدارسهم رغم انني حزين لعدم تمكني من تعليمهم، وضياع عام كامل من سنواتهم الدراسية وهم معتكفون في منازلهم خوفاً من الوباء، الا ان هناك حلولا يجب ان تتخذها الحكومة اذا ما اقتضى الامر ان تعود الحياة كما في السابق، واولها توفير جميع مستلزمات الوقاية من كفوف وكمامات مجانية لكل طالب، وان يتم اعادة تنظيم الصفوف التي تضم اكثر من 50 طالبا واكثر في الصف الواحد، وان تؤسس خلية ازمة متخصصة بالجانب التعليمي، وان تتم اضافة مادة جديدة لكل المراحل تعنى بالصحة والوقاية من الامراض، وكل ذلك باشراف قوي وتوجيهات صحيحة وحقيقية، فنحن لسنا بعيدين على الوضع التربوي في البلد الذي يمر بأزمات قبل ازمة كورونا، فمن غياب النظافة وعدم مراقبة الطلبة بشكل مستمر وضعف الملاكات التعليمية، وانتشار الاوساخ في المدارس وخصوصاً في الحمامات التي ستصبح بيئة مناسبة لهذا الوباء، فبتعيين موظفي الخدمات والمنظفين على مدار الساعة لجميع المدارس، وبتطبيق الاجراءات الاحترازية سنغلب المرض باذن الله، وفي الوقت نفسه سنحافظ على استمرارية التعليم في البلد بلا خوف
 ولا حسبان".