عندما ترتقي النساء بالمجتمعات

اسرة ومجتمع 2020/08/27
...

بغداد/ سرور العلي

 
 
 
نظراً للظروف التي تمر بها مختلف بلدان العالم من حروب وكوارث طبيعية ومجاعات وهجرة، اذ لا تستطيع الحكومات تحمل كل أعباء الأضرار المخلفة، لذلك اسهمت الأعمال التطوعية التي يقوم بها أفراد المجتمع في رفع المعاناة عن السكان المتضررين. 
 
متطوعات
قالت الشابة ضحى فوزي (ناشطة مدنية): إنَّ "العمل التطوعي يدل على سلامة المجتمع ووعيه ووحدته، وهو جزء من حياة الأفراد، إذ يقومون به من دون إجبار، حباً منهم في نشر بذرة الخير".
وأضافت "يمنح العمل الخيري المعرفة بالمجتمعات، والتفاعل مع السكان ومشاركة همومهم وظروفهم البائسة".
وتشير علا حسن (ناشطة مدنية)، إلى "زيادة ثقة المتطوع بنفسه من خلال التواصل مع الآخرين وتعلم مهارات عديدة، ما يشعره بحبه لوطنه وانتماءه له، فضلا عن استثمار وقت الفراغ بأعمال نافعة والاهتمام بالفقراء".
وتابعت "القيام بالأعمال التطوعية يجعل الشخص ناجحا ومحبوبا لدى الآخرين".
ولفتت حسن إلى "وجود نوعين من الأعمال التطوعية وهما، العمل الفردي، ويكون على مستوى شخصي كقيام الممرض بمعالجة الفقراء على نفقته الخاصة، أو توزيع السلال الغذائية على الأسر المتعففة، والنوع الثاني هو العمل الجماعي، ويكون داخل مؤسسة غير ربحية، هدفها اعالة الكثير من المحتاجين".
وأوضحت حسن أنَّ "العمل التطوعي يسهم بنشر المحبة والسلام وتكاتف المجتمع، وزرع المنفعة بين الجميع ويقلل من السلوك العدواني".
وأضافت "من أبرز المعوقات التي تواجهنا، ضعف الموارد المالية وقلة تثقيف ووعي الشباب بأهمية التطوع، وتهميش دورهم وغياب الدعم من الحكومة، وعدم كفاية الورش 
التدريبيَّة".
 
العمل التطوعي في حياة التلاميذ
تحدثت لنا علياء قاسم (استشارية نفسية):"يعزز العمل التطوعي للتلاميذ الصحة النفسية ويزيد من خبراتهم ويطور مهاراتهم وقدراتهم، كما يسهم في زيادة نشاطهم البدني والاجتماعي، ويُحدث تغييرا ايجابيا في حياتهم، ويجعلهم مهتمين بالتكافل الاجتماعي، وقادرين على ادارة الوقت، والابتعاد عن الكآبة والملل".
وحثت قاسم "على قيام التلاميذ بالعديد من الأنشطة التطوعية كتوزيع الهدايا على مرضى السرطان في المستشفيات ودار المسنين والأيتام، وطلاء الفصول الدراسية وتنظيم الرحلات، والتبرع بالكتب والقصص لبقية التلاميذ، والمساهمة بشكل فعال في الإذاعة المدرسية، وتزيين المدرسة والعناية بنظافتها والحفاظ على ممتلكاتها، وعقد جلسات ونقاشات لتوعية التلاميذ باضرار المخدرات والتدخين، والتسرب من المدرسة ومحاربة الابتزاز الالكتروني".
 
ارتقاء المجتمعات بالتطوع
وقالت رفل محمود، متطوعة: "بعد رؤيتي للاضرار التي لحقت بمدينتي الموصل نتيجة تدميرها من قبل عصابات داعش الإجرامية، لم أقف مكتوفة اليدين، بل اسهمت وبمساعدة الخيرين في تأهيل المنازل المهدمة وطلائها، وإعادة التيار الكهربائي وصنابير المياه لها ، وعادت تنبض بالحياة، ما اعاد الناس للسكن فيها".
وأضافت "لم يقتصر عملي التطوعي على التأهيل بل شمل تقديم العون للأسر المتعففة، وشراء الاحتياجات الأساسية، وجلب مختلف العلاجات لها".
وتحدثت سارة عبد الله، متطوعة (28 سنة): "عقدنا عدة ورش للنازحين مع أعضاء مؤسسة خيرية، انضممت لها قبل عام لتعليمهم أهمية السلامة المجتمعية، وتقديم الدعم النفسي لهم، ونبذ العنف والتطرف".
وتابعت "تقديم الخدمة الإنسانية، يشعرني بالراحة النفسية لما له من اثر كبير في حياة الآخرين".
تقول المهندسة والناشطة، زينة الصباغ: "شاركت بأكثر من حملة لمساعدة الأيتام والنازحين، ومنها حملة"الفتاة المبدعة" لتعليم الفتيات مهارات صنع الحلويات، والحرف اليدوية، والرسم على الزجاج، واسهمت بأكثر من ورشة تدريبية مجانية لهن، وقدمت مشروعا مشتركا مع ستة أشخاص وهو"مركز شهرزاد" لتدريب النساء النازحات على مختلف الفنون والأعمال".