أوتاوا/ وكالات
تحركت كندا بشكل فعال لحظر شركة "هواوي" من شبكات الجيل الخامس (5G)، ما أدى إلى تأخير اتخاذ قرار لفترة كافية لإجبار شركات الاتصالات على استبعاد شركة صناعة المعدات الصينية.
وتُعد كندا هي العضو الوحيد في شبكة تبادل المعلومات الاستخباراتية (Five Eyes) التي لم تحظر هواوي بشكل رسمي من شبكات (5G)، لكنها فعلت ذلك بشكل فعال.ضغوط أميركية
وتسمح الستراتيجية لكندا بالبقاء على الجانب الصحيح من كل من الصين والولايات المتحدة بينما تتنافسان على شركة هواوي.
وتتعرض كندا وحلفاؤها في شبكة (Five Eyes) – المملكة المتحدة ونيوزيلندا وأستراليا – لضغوط من الولايات المتحدة لحظر هواوي لأسباب أمنية. وتدرس كندا إمكانية استبعاد معدات الجيل التالي للشركة لمدة عامين، متجاهلة العلامات المتزايدة على نفاد صبر الصناعة.
وفي شهر حزيران، تعاونت (Bell Canada) ومنافستها (Telus Corp) مع شركة إريكسون السويدية ونوكيا الفنلندية لبناء شبكات الجيل الخامس (5G)، مع التخلي عن هواوي في المشروع بالرغم من استخدام معدات الشركة الصينية لشبكات الجيل الرابع. وقال مصدر مطلع مباشرة على النهج الذي اتبعته الحكومة الليبرالية برئاسة جاستن ترودو (Justin Trudeau) رئيس الوزراء الكندي: إنَّ عدم وجود حل سيؤدي في النهاية إلى تسوية جميع المشكلات.
معدات إريكسون
وأعلنت شركة (Rogers Communications) في العام 2018 أنها تستخدم معدات إريكسون لشبكات الجيل الخامس.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت إدارة ترامب: إنها ستشدد القيود الأميركيَّة على شركة هواوي، بهدف اتخاذ إجراءات صارمة بشأن وصولها إلى الرقاقات المتاحة تجاريًا.
ويشعر المشغلون في كندا أن القيود الأميركيَّة تعني أنه ليس لديهم خيار سوى تهميش هواوي في شبكات (5G)، على الأقل في الوقت الحالي.
وفي العام 2018، منعت كل من أستراليا ونيوزيلندا مزودي الخدمة من استخدام معدات الجيل الخامس من هواوي.
أوتاوا مترددة
ومن المؤكد أنَّ كندا ستتخذ قرارًا يومًا ما، لكنَّ مصدرًا مطلعًا بشكل مباشر على تفكير الحكومة شدد على أن أوتاوا لم تتوصل بعد إلى نتيجة قاطعة ولن تتعجل، مضيفًا أن المسؤولين يأخذون وقتهم لتجنب مأزق بريطانيا. وقالت الحكومة البريطانية الشهر الماضي: إنها ستحظر هواوي من شبكات (5G) عن طريق إصدار أوامر للشركات بإزالة المعدات بحلول العام 2027.
وقال مكتب وزير الابتكار الكندي نافديب باينز (Navdeep Bains) – المكلف رسميًا باتخاذ قرار بشأن هواوي و (5G) – في بيان: إنه لا يمكنه التعليق على شركة معينة، ولم يذكر متى سيتم الإعلان.
وقالت هواوي في بيان: إنها تصدق كلام أوتاوا عندما تقول: إنها تستغرق وقتًا لاتخاذ قرار
مدروس.
تخلي الهند
وعلى صعيد ذي صلة نقلت "فايننشال تايمز" عن مصادر مطلعة أن الهند تعتزم التخلي بشكل تدريجي عن استخدام معدات شركة "هواوي" وغيرها من الشركات الصينية في شبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية الخاصة بها.
وذكرت الصحيفة أن توتر العلاقات بين الصين والهند مؤخرا هو السبب وراء قرار نيودلهي هذا. وبذلك تكون "هواوي"، التي تواجه قيودا شديدة من قبل الولايات المتحدة، مهددة بخسارة السوق الهندية، إحدى أهم أسواقها.
وعلى الرغم من عدم وجود حظر رسمي من قبل الحكومة الهندية على شراء معدات "هواوي" أو "زي تي أي"، إلا أنَّ مسؤولين في شركات هندية قالوا إن وزراء في الحكومة الهندية أوضحوا أنه يجب على شركات الاتصالات الهندية تجنب شراء المعدات الصينية لمشاريع الاستثمار المستقبلية، بما في ذلك شبكات 5G الصينية.
ولكنَّ أحد المصادر استبعد أنْ تقوم نيودلهي بفرض حظر رسمي على شراء معدات "هواوي" أو غيرها من الشركات الصينية، لأنَّ ذلك قد يؤدي إلى رد فعل انتقامي قاس من بكين.
وتصنف "هواوي" من بين أكبر ثلاث شركات موردة لمعدات الاتصالات للهند، التي تعد ثاني أكبر سوق للاتصالات المحمولة في العالم، مع أكثر من 850 مليون مستخدم. ولدى "هواوي" عقود كبيرة مع مشغلي الاتصالات الهندية "بهارتي أيرتيل" و"فودافون" و"بي إس إن إل".
وفي حزيران الماضي حدثت مواجهة عسكرية على الحدود بين الهند والصين، قتل خلالها 20 جنديا هنديا، حينها قالت نيودلهي إن "الصراع بدأ بسبب خطأ من الصين، عندما انتهك الجيش الصيني لخط ترسيم الحدود".
في حين خسرت الصين نحو 35 شخصا جراء الحادث، وفقا لما نقلته الصحف الهندية عن مصادر في المخابرات الأميركيَّة.