بغداد / فاطمة رحمة
حلت بيننا أمس الاحد ذكرى عيد تأسيس الجيش العراقي الأغر، كافل حمى وطن الانبياء، حاملا اسم "فوج موسى الكاظم" كنواة للانطلاق ولبنة في جدار الصد المنيع، الذي استوى على سوقه.. أصله ثابت وفرعه في السماء.. مسفرا عن بطولات توزعت بين اصنافه، ومن بينها "القوة الجوية" و"طيران الجيش" بتوازٍ عسكري ذي أثر واضح، تجلى من لقاء "الصباح" بالفريق اول ركن الطيار حامد عطية المالكي قائد طيران الجيش، والفريق الركن الطيار أنور حمد قائد القوة الجوية. ولتسليط ضوء على مميزات عمل كل منهما كان هذا اللقاء:الفريق اول الركن الطيار حامد المالكي قال: "الاثنان طياران، لكن القوة الجوية هي "الفكس ون والمقاتلات" يعني الجناح الثابت والنقل والمقاتلات، أما طيران الجيش، اي الهليكوبتر ذات الجناح الدوار، ولا يمكن لطيار الهليكوبتر ان يقود طائرة حربية، ما لم ينجح في دورة تحويلية، لا تقل عن ثلاثة اشهر؛ لان قيادة الطائرة الحربية المقاتلة علم قائم بحد
ذاته".
وأضاف: "منتسب القوة الجوية وطيران الجيش كلاهما طيار، لكن كل واحد له نوع من الواجبات الميدانية التي تميزه عن الآخر"، متابعا: "في دول العالم الان، لا يوجد طيران جيش وقوة جوية، بل قوة جوية؛ لان طيران الجيش تخصص دقيق جدا، وقليل من الدول التي يوجد لديها طيران جيش، مثل اميركا وايران والعراق وفرنسا، والان السعودية منذ وقت قريب؛ لما يستلزمه هذا الفصل، من دقة في توزيع المهمات المنوطة بكليهما".
ثمانينيات
عائدا الى الثمانينيات، استعرض الطيار المالكي، بدايات التأسيس: "رأينا في ثمانينيات القرن الماضي ان التخصص مهم جدا، وهو افضل وسيلة لبناء الصنف؛ بمعنى أن تنشغل الهليكوبترات بطيران الجيش، وتكلف بمهمات تعبوية خاصة بها، بينما تنشغل القوة الجوية، بواجبات ستراتيجية"، لافتاً إلى أن "القوة الجوية ضرباتها فوقية، اي ضرب الاهداف في العمق، وعليها واجبات تحميل، وواجبات خارج الحدود، اما طيران الجيش فمهمته داخل الحدود، دفاعية بحتة، تسمى إسنادا جويا قريبا، لقطعاتنا بمسافة 3 الى 5 كيلومترات، اما القوة الجوية فارتفاعاتها عالية، قد تصل الى 15 كيلومترا في الجو، وهناك طائرات النقل التي تصل حمولتها الى 50 طنا، تابعة للقوة الجوية، وسرعتها كبيرة جدا، اما طيران الجيش فطائراته خاصة، ومن النادر ان تحمل اكثر من 20 طنا، بسبب المروحة؛ ولان سرعتها قليلة".
منجزات
وسرد الفريق اول ركن الطيار حامد عطية المالكي، اهم المنجزات التي حققها طيران الجيش: "في الوقت الحاضر، يسجل له أنه صد اكبر هجمة شرسة تعرض لها الوطن، من قبل "داعش" إذ نفذ 67 الفا و800 طلعة قتالية، ولدينا واجبات عسكرية ومدنية، العسكرية مثل الاستطلاع المسلح ومقاتلة العدو والانزال وارسال المؤن للقطعات المحاصرة واخلاء الجرحى وتقديم اسناد جوي قريب من القطعات، اما الواجبات المدنية، فمنها اخلاء القرى المهددة بالفيضان وحماية الزوار وحماية الحجاج والإنقاذ من الكوارث الطبيعية"، موضحا ان "طيران الجيش متفاعل مع الشعب والجيش وهو قريب من المواطن".
ثقافة
ولفت الفريق الركن الطيار انور حمد قائد القوة الجوية، الى أن: "القوة الجوية وطيران الجيش والدفاع الجوي، عائلة واحدة، والقوة الجوية تعتبر الاب لاخوين ضمن عائلة واحدة.. كلنا نعمل لهدف واحد"، مبيناً "كل من يعمل في الطيران يتعامل بالعلم، وثقافته عالية؛ لهذا تراهم يحبون الحياة، وعندما يحلقون في الفضاء املهم كبير ان يعودوا ليحتضنوا الارض، فهناك من تنتظره امه او زوجته واولاده.. أصدقاؤه.. عائلته، فثقافة القوة الجوية متوازنة في العمل والتعامل".
وأضاف "طيران الجيش، على تماس مع القطعات الارضية، داخل الحدود، لكن عند مجيء تهديد من الخارج، تتضافر جهوده معنا.. نحن القوة الجوية، حتى لو خارج الحدود"، ذاكرا ان: "مواصفات الطيار متشابهة في الصنفين، لكن ضمن عمر واستعدادات بدنية معينة، وكي يتبادل طيار الهليكوبتر والمقاتلة، الادوار، يجب ان يدخل كل منهما دورة تخصصية تؤهله للصنف الجديد، وهذا يشمل الطيران المدني، الذي يعد أخف وطأة على جسد الطيار من المقاتلة، ذات الضغط الجسدي، والارتفاعات العالية والانعطافات الحادة".
وأكمل الفريق الركن الطيار انور حمد: "في حالات الخلل الصحي المعيق، يحال الطيار الى خدمات ارضية، مثل السيطرة الجوية، لكننا نتشبث بالطيار، الى اقصى حد ممكن؛ فالدولة تنفق على إعداده مالا
غزيرا".
وأثنى على مهارة الطيارين العراقيين؛ لدقة تنفيذ الواجبات، والافادة من الدورات التطويرية.. داخل وخارج العراق، وحسن التعامل مع المعدات والاجهزة والاسلحة المتقدمة التي تستورد، مكيفين أنفسهم بمرونة مع التكنولوجيا
الحديثة.