واشنطن: وكالات
اتهم المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية جو بايدن الرئيس دونالد ترامب بخلق الفوضى والعنف، وذلك على خلفية المواجهات المتواصلة بين أنصار حركة “حياة السود مهمة” ومعارضيهم، وكتب بايدن على حسابه في “تويتر”: “نحتاج إلى رئيس يخفض درجة الحرارة ويوحد البلاد، ولا يصعد التوتر ويزيد المجتمع تمزقا”،
وأضاف: “سأتعامل مع الفيروس وأزمة الاقتصاد، سأعمل من أجل تحقيق الإنصاف والفرص المتساوية للجميع”.والاثنين الماضي اعتبر عمدة مدينة بورتلاند الأمريكية الديمقراطي تيد ويلر، أن رئاسة ترامب سبب وصول أميركا إلى مستوى العنف الذي تشهده حاليا من خلال “خلق الحقد وزراعة الفتنة لأول مرة منذ عقود” في تاريخ البلاد.
وتأتي تصريحات بايدن وويلر بعد أن دافع ترامب عن مؤيديه قائلا إنهم طيبون ومسالمون على عكس المحتجين ضد عنصرية الشرطة،
واعتبر ترامب، الاحتجاجات الحالية في الولايات المتحدة “معادية لأميركا “ و”سياسية” ولا تحمل أي علامات على معارضة العنصرية المنهجية في عمل الشرطة في بلاده.
وقال ترامب للصحفيين عندما زار مدينة كينوشا (ويسكونسن)، حيث وقعت أعمال شغب بعد إطلاق النار من قبل ضابط شرطة على جاكوب بليك، أحد السكان السود المحليين: “كينوشا دمرتها أعمال الشغب المناهضة للشرطة وأعمال الشغب المناهضة للولايات المتحدة”.وأضاف: “من وجهة نظري، ما حدث في هذه المدينة هو في الواقع إرهاب محلي” وليس “أعمال احتجاج سلمية”. ويعتقد الرئيس الأميركي أنه “لوقف العنف السياسي ، يجب أن نواجه الفكر المتطرف الذي يتضمن هذا العنف”.
ورد ترامب سلبا على سؤال عما إذا كانت العنصرية المنهجية تتجلى في أنشطة الشرطة الأميركية . وشدد الرئيس:”أنا لا أؤمن به. لا، لا أؤمن به، أنا لا أؤمن به على الإطلاق”. وفي رأيه ، “تقوم الشرطة بعمل لا يصدق”، لكن بالطبع هناك أحيانا “خروف أسود” في صفوفهم.
وأعلن ترامب: “الغالبية العظمى من ضباط الشرطة هم مسؤولون أمناء وشجعان وملتزمون. وعندما تظهر مزاعم بسوء سلوك الشرطة ، يجب التحقيق فيها بشكل كامل وعادل. هذا ما نفعله”.
ولم يرد الرئيس الأميركي مباشرة على سؤال حول ما إذا كانت التغييرات الهيكلية مطلوبة في عمل الشرطة؟. لكنه أعرب في الوقت نفسه عن إيمانه الراسخ بأن المواطنين الأميركيين “يريدون رؤية القانون والنظام”. وقال ترامب: “هذا هو نوع التحول الذي يريدونه”.
بالإضافة إلى ذلك، حذر ترامب السلطات في مدينة بورتلاند بولاية أوريغون، التي لم تهدأ الاضطرابات فيها منذ أيار الماضي، من أن الحكومة الفيدرالية الأميركية لن تنتظر إلى ما لا نهاية لاستعادة القانون والنظام هناك.
وهدد قائلا: “يمكننا حل المشكلة في بورتلاند في أقل من ساعة. نأمل أن تتصل (السلطات المحلية) (وتطلب المساعدة من الحكومة الفيدرالية)”. وتوقع أنهم “في نهاية المطاف سوف يتصلون به”.
وأضاف ترامب مخاطبا المدعي العام الأميركي ويليام بار: “لكن في مرحلة ما، يا بيل، علينا فقط التأكد من استعادة النظام بأنفسنا”. لكن الرئيس أكد على الفور أن تصريحه لا ينبغي أن يفهم على أنه دليل على نية الإدارة الأميركية إرسال قوات فيدرالية إلى بورتلاند.
وتستمر أعمال الشغب في الولايات المتحدة منذ أيار الماضي إثر مقتل الأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد على أيدي الشرطة في مينيابوليس (مينيسوتا)، وفرض حظر التجول في حوالي 40 مدينة في البلاد.
من جانب آخر، أظهرت بيانات أن فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنفق مبلغا قياسيا بلغ حجمه 64.7 مليون دولار على الدعاية للحملة السياسية على “غوغل” و “يوتيوب” والمنصات الأخرى ذات الصلة.
وتجاوز هذا المبلغ الرقم القياسي في حجم الإنفاق لهذا الغرض من قبل رئيس بلدية نيويورك السابق الملياردير مايكل بلومبرغ، الذي سعى للدفع بنفسه هذا العام للترشح لرئاسة الولايات المتحدة عن الحزب الديمقراطي.
وخلال الفترة من 31 أيار 2018، أنفقت لجنة ترامب لجعل “أميركا عظيمة مجددا”، ومقر حملة دونالد ترامب 37.23 و27.49 مليون دولار.
بالمقابل، أنفقت منظمتان للمرشح الديمقراطي لمنصب الرئاسة، جو بايدن على الإعلانات الدعائية في هذه المنصات “بايدن في الرئاسة” و”صندوق فوز بايدن”، ما مجموعه 32.58 مليون دولار.
وأشارت وكالة أنباء “بلومبرغ” في هذا الصدد إلى أن مقر حملة ترامب استخدم بنجاح الإعلانات السياسية الموجهة على الإنترنت خلال الحملة الانتخابية لعام 2016، وخلال الحملة الانتخابية الحالية تحصل على إعلانات على “يوتيوب”، بما في ذلك ما يغطي الفترة التي تسبق يوم التصويت مباشرة في 3 تشرين الثاني .
وسيجري في الانتخابات العامة الأميركية المقبلة انتخاب الرئيس ونائبه، و35 عضوا في مجلس الشيوخ، وجميع الأعضاء الـ 435 في مجلس النواب، و 13 من حكام الولايات والأقاليم، وأيضا مؤسسات السلطات المحلية.