التدخين السلبي وتأثيره في الأسرة

اسرة ومجتمع 2020/09/13
...

 بغداد/ امال محسن

التدخين سبب رئيس لامراض القلب والرئة، هذا ما نجده في غلاف كل علبة سكائر، قانون معروف لكل من نضج بالمعرفة، بعضنا لا يقترب من هذه الافة خوفاً من الامراض، والبعض الاخر يدمنون تدخينها، الا ان هناك طرفا اخر يجمع الامرين بلا ذنب، وهم المدخنون السلبيون!.

صارت عادة احمد سالم ذي العشرين ربيعاً شرب السكائر، فقد تعلم استنشاقها منذ سنة من قبل صديقه، ولانه جرب شيئا جديدا، بات يدخن اكثر من علبة في اليوم الواحد، غير مبال بصحته وصحة افراد اسرته، سألناه عن هذا الامر ومدى تضرره منه ليقول: " لقد بدأ الامر بسيكارتين او ثلاث، الا انه تطور بعد مدة بسبب تعود جسمي على مادة النيكوتين، واينما ذهبت كنت من المنبوذين، لهذا حاولت قدر الامكان الاقلاع عنها، ولكن بلا جدوى بسبب الادمان والاعتياد عليها".
 
التدخين البيئي للتبغ
منتج الدخان المنبعث من السكائر لا يؤثر فقط في المدخنين له، بل هو كما وباء كورونا بطبيعه عملها، فالجائحة لا تؤثر بمن اصيب بها فقط، ولكنها تنتقل وتؤثر في الاخرين من خلال انتقال العدوى، اما السكائر فلها خاصية وهي تأثير من يستنشق الدخان المنبعث من نفخ السكائر من شخص اخر، سميت هذه الظاهرة بـ(التدخين السلبي)، وهناك دراسات عالمية تؤكد أن المدخن السلبي اكثر عرضة للخطر من المدخن نفسه، وهذا ما عللت به السيدة وفاء جليل (42 عاماً)، اذ تقول: " منذ زواجي الذي دام 15 عاماً، كنت اعاني من تدخين زوجي داخل البيت واثناء وجودنا في السيارة، وهذا ما جعلني امنعه عن ذلك ما دام في المنزل او السيارة".
 
المحيط المتأثر
العديد من الدول قامت برفع سعر السكائر، فهناك التدخين في الاماكن المغلقة هو امر غير وارد، وحتى في المطارات تجد ان هناك مكانا خاصا للمدخنين، سلوى محمود (34 عاماً) تؤكد لنا حجم هذه المصيبة التي انتشرت بشكل مخيف في البلد، اذ قالت: " لدي ثلاثة اطفال صغار، وبالرغم من ذلك زوجي لا يعترف بخطورة الوضع بسبب التدخين، حيث انني اشكو من الحساسية بسبب الدخان، الا انه لم يعر اهتماماً لشكواي المستمرة، فقد التصقت رائحة السكائر في كل انحاء المنزل، بالوسائد والجدران والملابس حتى وصل الامر الى شعر الرأس، فنحن بالنهاية اسرة واي شيء سلبي او ايجابي سيؤثر بنا، وحسب الدراسات فإن الاشخاص الذين يتعرضون للتدخين السلبي تزيد اصاباتهم بالامراض السرطانية بنسبة 25%".
 
توعية
اقتضت خطورة افة التدخين ان تقوم الدول بحملات توعية للحد من هذه الظاهرة، الا ان العراق بات يخلو من كل مظاهر التوعية بهذا الخصوص، فالشركات المنتجة لها بلا رقابة، والاستيراد الذي تنعدم فيه السيطرة النوعية صار معلوماً وواضحاً عند الكل، تحدثنا ام علي (50 عاماً) من هذا الجانب وتقول: "اغلب شوارع العاصمة تخلو من الدعايات التي تخص التوعية ضد التدخين، ومبدأ التحذير من مخاطرها انعدم من قبل الجهات المعنية، لهذا قد ترى الجميع وقد حمل بين اصابعه تلك الصغيرة القاتلة، لذلك يمتزج الدخان مع الهواء في كل مكان بلا رادع، وغير المدخنين هم الضحية الاولى".