نزار عبد الستار
تتعدد رموز المحبس مع استخداماته ومواضعه واذا استثنينا جوانب التباهي والاستعراض ومواثيق الخطوبة والزواج فان المحبس يلعب دورا باعتباره طاقة ايجابية وذكرى جميلة.
التقاليد والعلامات المرتبطة بالمحبس كثيرة لكن الاهم هو تجديد الاعتبارات والسعي دوما لتغيير الثابت.
هذا النوع من التفكير لم يكن وليد الحاضر فهو حالة مرتبطة بالمزاج والمعتقد الآني والرغبة في اعطاء الدلالة.
ليس كل الناس يجدون ضرورة في تبديل وظائف المحبس لكن اثر المحبس الشديد في العين يدفع العديد من اصحاب الارواح المتوثبة الى تغيير بنية التفكير واستخدامه في وظائف مختلفة اهمها الذكرى واستحصال الطاقة الداعمة.
لقد عاش المحبس قرونا عدة كعنصر ارتباط ودلالة على الوضع الاجتماعي ورغم قداسة هذا الرمز الا ان عجلات الزمن قادرة على تهشيمه واخراجه مجددا في حلة رمزية مغايرة وهذا ما يحصل الان في الكثير من المجتمعات وتحديدا بين فئات عمرية صغيرة في اوروبا وجدت بتعددية المحابس علامات تجديد وبهرجة.
لقد عانت الكثير من الرموز التي تملك حصانة تاريخية من الاستهزاء والعبثية وهذا الأمر طال اعتى الفنون واكثر الاعمال الجمالية شهرة فالتغييرعادة يبدأ بازالة الرمز ومثال على ذلك ما حدث مع جدار برلين وما يحدث عند الثورات من تحطيم للتماثيل والنصب الوطنية الا ان الامر مع المحبس مختلف فهو محتفظ بمكانته ولكنه يقبل الافكار الجديدة ويندمج معها ويظهرها كحاجة ملحة.
الشباب لا يجدون في المحبس هذه الفوقية الاعتبارية العصية على الابتكار وانما يعدونه حالة من الاتفاق الوقتي او الذكرى التي تستوجب اشراك شخص آخر.
انه تغير في مفهوم الحب فبدلا من الاصرار على الابدية الحياتية للزواج الذي دائما ما يكون عرضة للتغير والطعن فان الذكرى هي الاكثر استحقاقا للمحبس.
في واقع الأمر لا يعد هذا الاستخدام اساءة لتاريخ المحبس وارتباطاته المقدسة وانما على العكس هو اعتزاز يقوم على المكانة الازلية لموقع المحبس من العين، فهذا الموقع لا يمكن ان يتغير ابدا مادامت يد الانسان غير قادرة على ان تبرح مكانها من الجسد.