مستقبل المطبخ والذكاء الاصطناعي

علوم وتكنلوجيا 2020/09/15
...

  لندن: بي بي سي
 
يلجأ قطاع الصناعات الغذائية بصورة متزايدة إلى الذكاء الاصطناعي لفهم التفاعلات المختلفة بين المذاقات والروائح والعوامل الأخرى التي من شأنها أن تصنع منتجاً غذائياً ناجحاً. في وقت سابق من هذه السنة، فاجأت شركة «آي بي ام» التكنولوجية بدخولها قطاع إنتاج الطعام معلنة شراكة مع صانع التوابل «ماكورميك» «للغوص في مجال المذاقات بطريقة أسرع وأكثر فعالية باستخدام الذكاء الاصطناعي.
(Plant Jammer)
الشهر الفائت تم طرح تطبيق بلانت جامر (Plant Jammer) على الهواتف الذكية والذي يتولى إعداد وصفة طعام بناءً على المكونات المتوفرة باستخدام الذكاء الاصطناعي. يبحث التطبيق في ثلاثة ملايين وصفة للعثور على الوصفات التي تتضمن المكونات التي تتناسب مع بعضها غالباً وبعدها يقوم باستشارة مكتبة من المكونات التي صنفها طهاة محترفون عينتهم الشركة حسب المذاق: مالح، حامض، زيتي، ناعم، حلو، مر، حار، طازج عطري إلى ما هناك من نكهات. وفي نهاية المطاف يبتكر التطبيق وصفات جديدة بناء على المعطيات المتوفرة.
يقول مايكل هاس، صاحب التطبيق: إنَّ المرحلة الأخيرة هي ما تجعل تطبيقه فريداً من نوعه. تطبيقات الوصفات التقليدية تعتمد على قواعد البيانات المخزنة في الكمبيوتر حيث تقوم بإعلامه بما لديك في البيت ويرسل التطبيق وصفة موجودة مسبقاً على الموقع. ويضيف هاس: «هذه هي الطريقة القديمة، نحن في الواقع نخلق وصفات جديدة من الصفر في كل مرة باستخدام الذكاء الاصطناعي. سيكون هذا هو المستقبل».
يعدُّ تطبيق (بلانت جامر) واحداً من عدد قليل من تطبيقات الوصفات وموزعي المواد الغذائية وحتى شركات تنظيم معارض الاغذية التي تتحول إلى الذكاء الاصطناعي لاكتساب ميزة اضافية في مجال صناعة المواد الغذائية.
تقول سارة مندريس: «للاستفادة من البطاطا المرمية في ثلاجتي يقترح التطبيق عدة وجبات من بينها صنع حساء منها أو قليها». وتضيف «اخترت أنْ أصنع منها برغر نباتياً. أخبر التطبيق أنه ليس لدي أي موانع أو حمية غذائية ثم أحدد المكونات المتوفرة لدي وفي النهاية يسألني عن التوابل والبهارات التي أفضلها».بناءً على ما أدخلت من معلومات للتطبيق ستشمل أقراص برغر البطاطا أيضاً الهليون والباذنجان والحمص وعصير الليمون والجوز المسحوق. أقوم بإضافة بعض التوابل وحبوب الشوفان المدقوقة كي تلعب دور الرابط بين المكونات.
تتوفر في التطبيق ميزة العضوية الأساسيَّة عبر دفع رسم مقابل الاستفادة من التطبيق وهو ما يمثل نحو 5 في المئة من المستخدمين.
يبيع هاس برامج الاشتراك في التطبيق إلى محال السوبر ماركت ويقدم بدائل مكونات وصفاتها على مواقع هذه المحال. يقول هاس: «إذا كنت تريد أن تجعل الوصفة نباتية أو خالية من الغلوتين أو تايلاندية، فيمكننا تعديل أي وصفة». يأمل هاس أن يوفر التطبيق لزبائنه فرصة إتقان طهي الاطعمة النباتية دون هدر.
 
المشورة لشركات الأغذية
حتى مصنعو المواد الغذائية المعبأة تحولوا إلى الذكاء الاصطناعي. تستخدم شركة أناليتيكال فليفور سيستمز في نيويورك الذكاء الاصطناعي لتقديم المشورة لشركات الأغذية بشأن تحسين منتجاتها أو إنتاج منتجات جديدة بما في ذلك المشروبات. يمكن لمنصة غاستروغراف التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أن تتنبأ بالنكهة والرائحة والملمس الذي يحتاجه الشراب لمسايرة ميول الناس في منطقة معينة حول العالم.
ويقول مؤسس المنصة جيسون كوهين، الذي أمضى السنوات العشر الماضية في إجراء اختبارات التذوق في جميع أنحاء العالم: «لقد فعلنا ذلك وفق الطريقة الصعبة».
يقوم فريق هاس المكون من 50 متذوقاً بتذوق المنتجات الغذائية المعبأة المختلفة مرتين أو ثلاث مرات في اليوم. قبل انتشار فيروس كورونا كان لديه أيضاً فريق يتولى مهمة السفر كل اسبوع إلى بلد ما لاختبار التفضيلات في ذلك البلد.
يعمل برنامج الذكاء الاصطناعي من خلال مئات القرارات حتى يتعلم كيفية التنبؤ بمدى جودة طعم المنتج بناءً على الغرض من المنتج ونتائج لجنة التذوق والأذواق الإقليميَّة.