خسارة مؤلمة في الدقائق الأخيرة لم تنصف القيثارة عطفاً على أدائه العالي وظهوره اللافت أمام منافسه الأهلي لحساب الجولة الثالثة من دوري ابطال القارة ، ممثل الكرة العراقية ظهر بشكل مقنع لا سيما في الجانبين البدني والتكتيكي علاوة على الانضباط الخططي في شغل الواجبات الدفاعية وإدامة الضغط المستمر في أرجاء الملعب وبالتالي استطاعت كتيبة عبد الغني شهد بنجاح واضح إيقاف أسلوب لعب الراقي السعودي المعهود وحرمانه من الفراغات والتحركات للاعبيه من دون الكرة والاستلام في المساحات الضيقة في معظم دقائق اللقاء، ما أرغمه على واعتماد أسلوب الكرات القصيرة او التمرير المباشر الى اللاعب المضغوط عمر السومة  الذي كان يستلم تحت الضغط وبقي محاصراً بشكل دائم من قبل كرار وسعد ناطق.

 

عودة الأهلي

 بيد ان  الوضع الخططي للفريق المنافس تغير بعد الدقيقة 75 من عمر المواجهة حيث عاد المدرب الصربي فلادان ميلويفيتش بعد تلك الدقائق إلى نهجه في بناء اللعب من الخلف والرهان على  التحضير غير المباشر والكرات الأرضية من الخلف إلى الوسط ومن ثم الى الامام الثلث الهجومي، مستفيداً من النقص العددي بسبب طرد علاء مهاوي في الشوط الاول وكذلك أسهمت تغييرات الأهلي في تنشيط خط الوسط عندما زج باللاعب عبدالرحمن غريب في جهة اليسار بدلا من المؤشر ما أتاح المجال الى ماركو مارين في التمركز بين خطوط اللعب والاستلام في المناطق الخالية من الرقابة بين خطي الدفاع والوسط .

 

المحطة مروان

أبرز ما ميز الشرطة في هذه المواجهة، الكثافة العددية أمام حامل الكرة للفريق السعودي وفي مناطق عديدة من الملعب بدءاَ من الضغط على حامل الكرة في طرفي الملعب وانتهاءً بالمبادرات الهجومية الكثيرة بعد الحيازة على الكرة والتحول السريع إلى الامام لخلق الفرص معتمداً على أسلوب اللعب المباشر و نقل الكرات من الخلف الى الامام، وقد برز مروان حسين مروان في أداء أدوار المحطة في أوقات كثيرة وبسبب قدرته على الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط والرهان على الصراعات البدنية القوية مع المدافعين السعوديين لحين تامين خيارات التمرير الى مزهر او احمد جلال ومازن فياض.

 

الأمير همزة الوصل

سعد عبد الأمير كان همزة الوصل بين الخطوط الثلاثة من حيث الواجبات الدفاعية في وسط الملعب ومراقبة وتعطيل الأدوار الهجومية لثلاثي الأهلي السعودي محمد المجحد وعلي الأسمري وماركو مارين بالإضافة الى امداد لاعبي الطرف احمد جلال ومازن فياض مروان بالكرات المستمرة بينما عانى محمد مزهر من مشكلات توزيع الكرات والتمرير السلس في وسط الملعب واحتفظ ببعض الكرات سرعان ما تنقطع لصالح الأهلي لكنه اكتفى بالأدوار الدفاعية ودافع بشكل جيد مع مارين و ناصر الحربي بعد دخوله إلى التشكيل.

فائز يتألق

علي فائز كان بحق العلامة الفارقة في خط الوسط لما قدمه من  أدوار خططية متنوعة منها اجادته في مركز محور الارتكاز وتطبيق واجباته الدفاعية في وسط الملعب في القطع والاسناد وتعطيل الكرات البينية او التراجع الى الخلف لتشكيل الزيادة العددية لمراقبة ماركو مارين والسومة في بعض الأحيان ، بالإضافة الى مهمة بناء اللعب ونقل الكرة من الخلف الى الامام والتوزيع الى طرفي الملعب او الى الامام، كذلك تألق في لعب الكرات الثابتة والركنيات  الهجومية لنادي الشرطة بالتزامن مع تحركات المدافعين سعد ناطق وكرار عامر التي شكلت خطورة حقيقية على مرمى حارس الأهلي محمد العويس الذي أنقذ كرتين بينما ردت العارضة كرة  للقيثارة .

 

دفاع منضبط رغم الهدف

دفاع الشرطة اتسم بالقوة واللعب الرجولي والسرعة في تشتيت الكرات فضلا عن اليقظة العالية لقلبي الدفاع كرار عامر الذي تألق في التعامل مع  الركنيات والضربات الثابتة بالإضافة الى القائد الفدائي سعد ناطق الذي حد كثيراً من خطورة عمر السومة في حين اجاد حسام كاظم الأدوار الدفاعية وقطع الكرات والتحولات السريعة وأيضا شكل خضر علي إضافة نوعية بعد دخوله الى الملعب وقد منح الخط الخلفي توازناً كبيراً في التنظيم الدفاعي، إذا ما استثنيا هفوة الهدف السعودي التي كانت مسؤوليته مشتركة بدءاً بمراد محمد الذي اشترك في الشوط الثاني بالإضافة إلى سعد عبد الأمير وعلي فائز وكرار عامر واخيراً سعد ناطق الذي جاء مسرعا مع اللاعب المهاري عبد الرحمن غريب الذي استطاع خداعه بأخذ الكرة الى الجهة الاخرى قبل ان يناولها الى مارين وكان الاجدر بناطق ان يكون تدخله بصورة متأنية من أجل تشتيت الكرة من بين قدمي غريب .

 

هجوم الشرطة

الشرطة مطالب بإيجاد حالات خططية في مواجهة التحدي المقبل لتفعيل الزخم الهجومي وليس الاعتماد فقط على الكرات الثابتة او الكرات الجانبية لاختراق دفاع الأهلي ما يعني الحاجة الى التحضير غير المباشر الذي يؤمن وصول الكرات الى مناطق عديدة في ملعب المنافس والحد أيضا من تباعد الخطوط الذي ظهر في بعض دقائق اللقاء من أجل الإفادة القصوى من خدمات مروان حسين ومحمد شوكان وما يمتلكانه من قدرات مهارية في التوغل او التسديد او إحراز الأهداف .

 

احصائيات اللقاء

-       الحيازة كانت بنسبة  59 بالمئة لصالح فريق الأهلي السعودي مقابل 41 بالمئة للقيثارة.

-        امتاز الشرطة بعدد التسديدات على الهدف بواقع11 مقابل 6 محاولات للفريق السعودي

-       أدى لاعبو الشرطة 20 محاولة اختراق واجتياز فردي مقابل 15 

-       تفوق الشرطة بعدد الهجمات المرتدة اذ شن 9 مقابل 5

-       كذلك حصل الشرطة على 10 ركنيات مقابل  ركنية واحدة لفريق الأهلي

-       نسبة التوقع باحراز الهدف صبت لمصلحة الشرطة أيضا بواقع 1,20مقابل 0.70

-        الأهلي تميز بكثرة المناولات التي وصلت لنحو 439 مناولة مقابل 300 لكتيبة شهد