القيثارة واللحن الآسيوي

الرياضة 2020/09/18
...

طه كمر
يتطلع الشارع الرياضي بكل ثقة وعينه ترنو صوب العاصمة القطرية الدوحة التي جاءت منها بشائر النصر ، لكسب الجولة الاولى من مسابقة دوري أبطال آسيا التي يمثل العراق فيها فريق الشرطة بكل جدارة وامكانية الانتقال الى الجولة الثانية متمثلة بدور الـ 16، خصوصا بعد أن تمكن من استعادة توازنه ورد الدين للأهلي السعودي بهزه شباكه مرتين كانت قابلة للزيادة لولا مجانبة الحظ تارة وعدم التركيز لمهاجميه تارة أخرى.
كتيبة شهد قدمت ما عليها رغم علمنا ادخارها للكثير من الإمكانيات الفنية والبدنية العالية التي لو استثمرت بالصورة المطلوبة لتحقق المراد من الوهلة الاولى من دون الرجوع الى لغة الحسابات المعقدة ، فبعد أن ظهرت قيثارة الوطن لأول مرة بعد الانقطاع الذي دام زهاء الستة أشهر على خلفية جائحة فيروس كورونا الذي شل حركة الرياضة كما هو الحال لبقية الميادين، كان بالإمكان تحقيق العلامة الكاملة والخروج بنقاط المباراة عندما كان لاعبونا أكثر وصولا لمرمى الفريق المنافس ، لكن ببساطة أظلوا الطريق المؤدي الى المرمى واستسلموا من دون مبرر ليمنحوا الأهلي السعودي نقاط المباراة، التي كانت درسا بليغا لهم استنبطوا منه معطيات جعلتهم متفوقين بكل شيء في المباراة الثانية التي حسمت لممثل العراق.
لندع موقعة الأهلي خلف ظهورنا ونطالب شهد وعازفي قيثارتنا الشجية بأن يواصلوا العطاء بذات الوتيرة التي أبهرونا بها خلال مباراتي الأهلي السعودي ، عندما يواجهون استقلال طهران صاحب النقطة الواحدة والذي يمتلك فرصة التأهل أيضا كون لديه مباراة أخيرة يلاقي فيها متصدر المجموعة الاولى الأهلي السعودي، اذا ما أخذنا بنظر الاعتبار ان كرة القدم أم المفاجآت وقابلة لجميع الاحتمالات، ما يجعلنا ذلك نطالب بخطف النقاط الثلاث وليس لدينا حل وسط فأما أن نكون أو لا نكون للخلاص من لغة الاحتمالات وما تفضيه علينا من صداع رأس وإرهاصات نحن في غنى عنها، لاسيما ان التعادل كان حاضرا بلقاء الذهاب مع الفريق الإيراني والذي لم يكن أصعب من نظيره السعودي.
من وجهة نظر خاصة أرى ان الشرطة قدم ما عليه وتشبث بتلابيب المنطق لينال ثقة محبيه وأنصاره وكان حقا ممثلا للعراق بكل ثقة، عندما نفض غبار المرحلة وتراكمات الأحداث والأقاويل التي أرادت أن تتمكن من فاعليته، ليكون فتيان شهد على الموعد عندما أعادونا الى الواجهة الآسيوية التي ينبغي على كل من له شأن بمسؤولية كرة العراق أن يضع نفسه ويكرس جهده لدعم الفريق الأخضر، فلا يفصلنا عن دور الـ 16 سوى مباراة يوم غد الأحد التي قد لا يكون توقيتها ملائما وفيه من الغبن لقيثارة الوطن التي ننتظر لحنها الآسيوي بفارغ الصبر، وأن يبعدنا لاعبونا عن لغة الاحتمالات ويتمكنوا من حسم موقعة ملعب خليفة بجدارة.