التجــربة الأولى

ثقافة شعبية 2020/09/21
...

 د. فلاح حسن الخطاط   
دأبت جريدة الصباح منذ تأسيسها عام 2003 على تشكيل هوية وطنية جديدة، لتضيء مساحات لجوانب فكرية وثقافية وفنية وعلمية عدة. في صفحات متخصصة داخل الجريدة، فكانت اللبنة الأولى لاصدارها بملحق اسبوعي مستقل عن الجريدة تهم القراء في تناولها للموضوعات. فكانت الجريدة الاولى في هذه التجربة.
في عام 2005 سعت هيئة التحرير الى اصدار ملحق متخصص للأدب والثقافة الشعبية، والحاجة المُلحة في اصداره، بعد أن أهمل هذا الجانب لعقود طويلة لما له من تأثير في المتلقين، ولمحو العادات والتقاليد التي ارتبطت بحياة الانسان العراقي. والنظر لتلك الثقافة بوصفها تشكل خطراً على المجتمع، في حين انها أحد المحركات الرئيسة والأساسية لتداول الأفكار وتطورها لدى الشعوب الحية، وهي الحاضنة لذاكرة تصوراتنا على الماضي والموروث والمحيط الاجتماعي وخلاصة التجارب الحياتية لدى المجتمع العراقي. 
وضعت جميع ماكيتات الملاحق واقترحت على هيئة التحرير في حينها، ان يكون حجمها (تابليويد) للاستفادة من بعض المكائن التي لاتؤثر على طبع الجريدة الأم، ولغرض التمييز في الشكل. وحرصت ان يكون لكل ملحق هوية خاصة به. مع الحفاظ على تأسيس هوية بصرية ترتبط جميعها بقواسم لمفردات تصميمية مشتركة في ما بينها. 
لكن ملحق ثقافة شعبية، اختلف بعض الشيء عن الملاحق الاخرى. والمحاولة ان يكون قريباً لعامة الناس من خلال اختيار الصورة، او طريقة إخراج القصائد والتي بعضها قمت بخطها يدوياً. ومن المواقف التي تبقى عالقة في ذاكرتي، حينما كنا نجتمع لتصميم صفحات الملحق يبدأ الزميل والصديق كاظم غيلان بقفشاته، وتعليقاته الساخرة ومواقف بعض الشعراء الشعبيين ومشاكسته لهم، ولا تخلو هذه الجلسات من أداء الأغاني السبعينية، واكتشاف اصوات عذبة، مما يحفز زملاء اخرين من غير ملاحق فرصة المشاركة. وكثيرا ما طُلب من الزميل حمزة الحلفي - مسؤول الملحق - منع هذه الظاهرة، كي لاتؤثر في عمل الآخرين، فكان رده ((عمي هي الوادم متونسه على هاي
 السالفة)).
وعلى مدار تلك السنوات نشرت على صفحات الملحق دراسات، وأحييت ذكرى رموز أثرت في الأدب الشعبي أمثال: الحاج زاير، ومظفر النواب، وعلي الشباني، وغيرهم وكذلك تناولت شخصية الكاتب شمران الياسري ((ابو كاطع)) وعموده الساخر وتأثيره في الصحافة العراقية، وغيرهم.   
تحية لجميع الزملاء في ذكرى تأسيس الملحق، وأدعو الى فسح المجال لمساحة النشر أكثر من هذه الصفحة للأدب والثقافة الشعبية.