ربط مراقبون في لبنان، أمس الاثنين، بين المهلة الجديدة التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتشكيل الحكومة البالغة ستة أسابيع، وموقعة الانتخابات الأميركية التي من المفترض أن تكون في حينه قد وضعت أوزارها الباردة،
وبدا أن الرئيس الفرنسي في وارد توظيف عامل الضغط الأميركي المعروف بسياسة العقوبات الشديدة، ليبقى المشهد اللبناني مرهوناً بالترقب، كما أن الوضع اللبناني المأساوي بات «في انتظار غودو» الفرنسي- الأميركي.
اتهام بالخيانة
ماكرون الذي كرّس مؤتمره الصحافي الذي عقده مساء أمس الأول للحديث عن تعثر تشكيل الحكومة قال: إن «القوى السياسية اللبنانية لم تحترم تعهداتها التي قطعتها وفضلت مصالحها الفردية على مصالح شعبها»، واصفاً أياهم بـ «الخونة».
وتابع ماكرون: أن «سعد الحريري أخطأ عندما أضاف الشرط الطائفي لتشكيل الحكومة، وحزب الله ليس باستطاعته أن يكون جيشاً يحارب اسرائيل و(ميليشيا) في سوريا، وأن يكون في الوقت ذاته حزباً سياسياً في لبنان»، وكرر ماكرون: أن «فرنسا لن تترك الشعب اللبناني، وأن خريطة الطريق التي وضعناها في أول أيلول مستمرة».إلى ذلك، يطل مساء اليوم الثلاثاء، أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة لتناول الأوضاع اللبنانية وتعثر التشكيل الحكومي.
العودة للحريري
هذا وترددت أنباء في بيروت صباح الاثنين، مفادها العودة لخيار الحريري في تشكيل الحكومة، وبرغم أن هذا الخيار سيواجه الكثير من الصعاب إلا أن أخباراً صحفية أفادت بحصول اتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خلص لشبه اتفاق بينهما على ضرورة حل الأزمة اللبنانية من خلال إعادة طرح اسم سعد الحريري كنقطة توافق بين الأفرقاء.
بينما استبعد ذلك مصدر قريب من الملف الحكومي المتعثر.
وذكر لـ «الصباح»: أنه «لم يحسم الأمر، ولم يتم الاتفاق على إعادة تكليف الحريري، فالرياض لديها تحفظات جدية حيال الحريري، لكن ماكرون يسعى الى جعل الأمير محمد بن سلمان يتعاطى إيجابياً مع مسألة إعادة تكليف الحريري، ولا أعتقد بأن الرياض ستسلم بهذا الأمر ما لم تحصل على ضمانات بأن الحريري سيتبع سياسة أخرى».
وأشارت مصادر سياسية في لبنان الى أن ماكرون، قام بتعديلات على فريقه المكلف بمتابعة الملف اللبناني، وأن الرئيس الفرنسي لا يستبعد فرض عقوبات فرنسية على شخصيات لبنانية.