فخ المشاهير

الصفحة الاخيرة 2020/10/14
...

آية حسين
جلست اليوم كعادتي في آخر النهار أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة ما يدور في العالم من أحداث وتطورات وخلال تصفحي وجودت أحد الفنانين العراقيين يعلن عن أحد أنواع حبوب التنحيف يؤكد خلال الإعلان أنها آمنة وتسهم في خسارة الوزن بأسرع وقتٍ ممكن ويشجع متابعيه على استخدامها.
 
 
أصابني الفضول للتأكد من صدق حديثه فاتصلتُ بزميلتي الصيدلانية وأعطيتها اسم العلاج وسألتها عن فعاليته وأضراره فأخبرتني بأنه من الأدوية الممنوعة دولياً لكونه تسبب في وفاة عددٍ كبيرٍ من الأشخاص، فضلاً عن أضراره الجانبيَّة التي يسببها للفرد عند استخدامه، فأنهيت الاتصال وأنا في حالة من الصدمة والذهول لما أرى من المشاهير الذين يروجون لأي منتج ويؤكدون للجمهور أنهم استخدموه وحصلوا من خلاله على نتائج هائلة لكن هم في الحقيقة لم يجربوه فهم يعلنون عن أي منتج يحصلون من خلاله على الأموال، فغالباً ما يقومون بالترويج للعيادات الطبية التجميليَّة رديئة أو مطاعم تفتقر الى شروط السلامة والنظافة ويعمدون أيضاً على إخفاء العيوب وتحسين صورة المنتجات لتشجيع الجماهير على انتقائها لتتفاجأ الجماهير بعد استعمالها بأنها ليست جيدة كما سمعوا 
عنها.
المشاهير في الوقت الحاضر أصبح هدفهم الأساسي تحقيق الربح حتى لو كان على حساب متابعيهم فهم يسوقون لما هو متاح حتى لو كان رديئاً أو ممنوعاً.. وقد يصل الطمع والجشع للبعض منهم الى حد يدفعهم على استخدام البرامج الوهميَّة ليحصلوا على أجور أعلى لكون أسعار الإعلانات ترتفع بزيادة المتابعين. فبدل أنْ يكونوا خير مثال يحتذى بهم يكونون قدوة سيئة في نهاية المطاف ويكونون بذلك الخاسر الوحيد لأنهم فقدوا ثقة الجمهور التي تعدُّ العامل الأساس الذي أسهم في شهرتهم، فمهما كان ما يتقاضونه من أرباح الإعلانات فهو ليس أغلى من حياة الناس وصحتهم.
خلدتُ إلى النوم وأنا غارقة في دوامة من التكفير في الأسباب التي دفعت المشاهير بالاتجاه الى هذا الطريق الخطر لكن لم أجد أي إجابة مقنعة.