شعراء ميسان يصدحون في وادي السلام

ثقافة 2019/01/12
...

حيدر الحجاج 
 
 
استضاف اتحاد أدباء وكتّاب النجف في قاعة محمد مهدي الجواهري وبحضور أدباء ومثقفي النجف، نخبة من شعراء ميسان في أمسية شعرية صدحت بها حناجر الشعراء الميسانيون بقصائدهم التي جسّدت رؤاها الواقع العراقي، وقدّم الأمسية الشاعر معن غالب السبّاح الذي أثرى الجلسة بمفرادته ومفارقاته العذبة التي تلامس شغاف القلب والروح، واستهلَّ الامسية الدكتور باقر الكرباسي بكلمة ترحيبية بشعراء ميسان ومنجزها الثقافي الرصين في مختلف الصعد، معرّجا على النسخة السادسة من مهرجان الكميت السادس الذي انعسكت آفاقه الشعرية والنقدية بمحتواها المائز، وما يطرحه من رؤى مغايرة لمرتكزات الثقافة العراقية بعدها افتتح الجلسة للقراءات الشعرية الشاعر حسين حرير بقصيدة عنوانها (دم أزرق) تغنّت بواقع الحبيبة التي عرجت الى السماء دون عودة، تلاه الشاعر فراس الصكر بقصيدة مخاطبا فيها ولده الذي لم يستطع رفعه الى السماء عاليا كما كان في ريعان طفولته ومشاكسا قبلاته التي لم يعد لها طعم يُغري تلك البراءة التي شحذها الزمن بتواريخ سجلتها ذكرياته بطعم فاق تصوره، بعدها قرأ الشاعر رعد شاكر قصيدة لميسان وأفولها الذي أنهك حارتها القديمة وأفنى ماضيها الجميل الذي بات يتحسّر عليه من عاشه بذكرياته التي غدت كبوابة لم تصن من واقعنا الحالي، تلاه السينارست ضاري الغضبان في اول ظهور شعري له إذ قرأ خمس قصائد قصيرة شاكست ميسان، وأخرى وصفت طريق الموت الذي يربط بين العمارة والنجفن غير أنه طريق الحياة في عيون محبّيه، وأخرى تغنّت بحضارة إنسان العراق الطامح في التغيير من النهوض من كبوته المستديمة، بعدها قرأ الشاعر غسّان حسن محمد مرثية لصديق طفولته وصباه "سعد صالح ياسين" عرّج فيها على حياة الفقيد الذي غادر مبكرا وامنياتهم التي هوت دون الوصل الى مبتغاها، تلاه الشاعر حيدر الحجاج فقرأ "مرثية قبل الأوان" رصد فيها وجعه المرّ من تراتيل الحياة الفانية، وما اصابه من ويلاتها التي تتراكم في صندوق ذكرياته التي اوغلت في النحيب، وختامها مسك قرأ الشاعر رعد زامل قصائد قصار تغنّت بلوعة الحياة التي شاكست معطياته التي لم تحظَ بأدق التفاصيل التي نراها ولا نمسكها كمحصلة يفترض ان تكون معادلا للحياة.