الحلة: محمد عجيل 

 

تحطمت طائرة الرئيس عبد السلام محمد عارف في نيسان العام 1966، بينما كان في زيارة تفقديَّة الى محافظة البصرة. وكانت الطائرة من طراز "هليكوبتر ميل موسكو" قد أقلت الرئيس عارف من مدينة الكوفة التي أمضى بها عدة ساعات قبل أنْ يغادرها الى مدينة البصرة لتفقد عددٍ من القطعات العسكريَّة المرابطة هناك وعند ضفة شط العرب بين منطقتي الكرنة والبصرة ما زال ركام الطائرة يحكي حقبة مهمَّة من تاريخ العراق بعد ثورة 14 تموز عام 1958.

الناشط بالتراث الشعبي العراقي عبد الرحيم موسى بين أنَّ "حطام الطائرة سينقل قريباً الى العاصمة بغداد بعد التنسيق مع أمانة بغداد، إذ هناك شبه اتفاق أنْ يوضع في متنزه الزوراء لعرضه أمام الجمهور، لا سيما الجيل الجديد الذي لم يعش تلك الحقبة السياسيَّة المهمة التي أنتجت نظاماً جمهورياً قادته ثورة 14 تموز العام 1958 وكان من بين قادتها المرحوم عبد السلام محمد عارف، الذي تبوأ منصب رئيس الجمهورية للفترة من العام 1963 حتى وقوع الحادث الذي أودى بحياته في السادس والعشرين من شهر آذار من العام 1966".

وأضاف موسى أنَّ "نقل حطام الطائرة يحتاجُ الى جهودٍ بسيطة ويمكن نقله عبر إحدى الشاحنات لكننا نحتاج الى مكانٍ مميزٍ في متنزه الزوراء، علاوة على صورة ولوحة تعريفيَّة للرئيس عارف". مؤكداً أنَّ "هناك فكرة في تهيئة مكانٍ لحطام الطائرة في منتجع بابل الأثري، لكنَّ الرغبة في توفير فرصة المشاهدة أمام عددٍ أكبر من الجماهير جعلنا نفكر جدياً بنقله الى العاصمة بغداد، فضلاً عن البعد التاريخي للمكان، إذ كانت بغداد تمثل مقر الرئاسة، كما أنَّ عرضه يعطي للحركة السياحيَّة داخل المتنزه إضافة نوعيَّة في كون حطام الطائرة موجوداً حالياً في منطقة نائية بعيدة عن الأنظار وربما تكون المرة الأولى في العالم التي يعرض فيها حطام طائرة قضى فيها رئيس جمهوريَّة".