تأثير القراءات الحسينيَّة في الغناء العراقي

الصفحة الاخيرة 2020/10/19
...

بغداد: وائل الملوك 
تصوير: حيدر محمد 
أقامت اللجنة الثقافيَّة في نادي العلوية، ندوة بعنوان "تأثير القراءات الحسينيَّة في الغناء العراقي" مساء الخميس الماضي على قاعة النادي، بمشاركة الدكتور فاضل عرام والباحث عادل العرداوي والفنان سامي هيال والمقرئ محمد سجاد، وسط حضور نخبة من المثقفين والفنانين والمختصين بالشأن الموسيقي.
أكدت مديرة الجلسة الفنانة بشرى سميسم بعد ترحيبها بالحاضرين وإعلانها بدء الموسم الثقافي من جديد بعد انقطاعه بسبب جائحة كورونا، على أنَّ "القراءات الحسينيَّة والأطوار تعود الى فترة زمنية قديمة جداً، إذ تغلغل هذا الحدث في ضمير الناس وأصبح جزءاً من ذاكرتهم، والهدف الرئيس من الإنشاد الحسيني هو إحياء الذكرى التي نستمد منها قول الحق والرسالة الإنسانيَّة الحسينيَّة".
مبينة خلال كلمتها أنَّ "الطور النصاري في الشعر الشعبي العراقي والمستنبط من كتاب (النصريات الكبرى) للشاعر محمد بن الشيخ علي الشيباني، هو النص المؤسس لهذا الفن".
 قائلة: إنَّ "النواعي الشائعة التي نسمعها باستمرار أغلبها لها بلاغة وأسلوب وعمق جمالي في معانيها". مشيرة الى ظهور "العديد من الرواديد الذين كان لهم الأثر الأكبر في نشر هذا التراث، أبرزهم (عبد الرضا النجفي، وعبد الرسول محيي الدين، وهادي الكربلائي، وحمزة الصغير".
من جانبه، بين الباحث عادل العرداوي، أنَّ "عنوان الندوة اسم ذو مضامين طويلة ومتشابكة بين الغناء الديني والترنيمات وفي الجهة الأخرى الغناء الدنيوي، وأنَّ الغناء بشكلٍ عام يعودُ الى الحزن الأزلي للإنسان منذ القدم وفي أول يوم لولادته"، مشيراً خلال حديثه الى أنَّ "الردات الحسينيَّة أخذت ألحانها من الغناء الدنيوي، والعكس ايضاً صحيح، وهذا ينطبقُ ايضاً على المدائح النبويَّة والإنشاد الديني وحتى الترانيم الكنائسيَّة".
بينما أشار الفنان سامي هيال، بخصوص بحثه والذي طبعه بكتاب يحمل عنوان (الأداء التجاوبي والتناوبي في الردات الحسينية)، الى أنَّ "العنوان جاء بمساندة الدكتور الأكاديمي حسام يعقوب له من خلال فرض العنوان بعد مطالبته من قبل بعض الأساتذة بإجراء بحثٍ عن الغناء في فترة الخمسينيات".
مبيناً أنَّ "الحزن بدأ قبل الغناء منذ الخليقة، ولذلك أنَّ العراق اختلافٌ عن البلدان العربية، أنه أكثر حزناً عن البلدان الأخرى، وخصوصاً مناطق الجنوب والفرات الأوسط، وهي في الوقت ذاته أكثر حزناً من مناطق العراق الغربيَّة 
والشماليَّة".
لافتاً الى "أساس وجود النعي والردات الحسينيَّة بعد حادثة استشهاد الإمام الحسين (ع) في واقعة الطف ونقل السبايا فعقد مجلس عزاء لثلاثة أيام في الشام"، موضحاً أنَّ "هذا الجانب لم يأخذ حقه من قبل الباحثين لذلك نفتقد للأدلة الحتميَّة لتحديد الفترة الزمنيَّة".
وتطرق هيال الى أنَّ "أساس النغم والمقام في التكوين البنيوي اللحني للأغنية الدينيَّة.. لكنَّ القراءة الحسينيَّة عليها أنْ تكون خالية من وجود الآلات الموسيقيَّة، وأنَّ وجودها في الوقت الحديث في بعض ما يقدمه الرواديد قد أفقد القراءة ديمومتها الدينيَّة الحسينيَّة"، موضحاً للحاضرين من خلال طرح الأمثلة "الصوتيَّة" كيف تم أخذ اللحن الديني منذ القدم وتقديمها كأغان دنيويَّة".
وفي السياق ذاته، أكد القارئ محمد سجاد، أنَّ "بعض الإنشاد الديني والقراءات الحزينة تم الاستناد على قراءة المقامات الدينيَّة للملا عثمان الموصلي وسيد درويش، وأنَّ أساس كل ما يقدم في المضمون الديني هو (المقام)، متمثلاً بقراءاته قصيدة حسينيَّة للشاعر كريم القيسي".
وفي ختام الندوة، تحدث بعض الحاضرين مع طرح بعض التساؤلات التي تم الردُّ عليها من قبل الفنان سامي هيال، ليتم تكريم المشاركين من قبل إدارة نادي العلويَّة.