رسائل النواب الى الشباني

ثقافة شعبية 2020/10/24
...

 حمزة الحلفي
في أول لقاء صحفي لجريدة النور البيروتية 1969 مع النواب وسؤاله عن الشعر الشعبي وحاله في العراق، أشار بإجابته الى الشباني وقصيدته المهمة(خسارة) فقط ولم يذكر اي اسم آخر.قال الشاعر كاظم غيلان: "اتصلت بالنواب حال رحيل الشباني، تقبل الخبر بمرارة وبعد يومين اتصل هو ليقول بالنص: وين دفنوا الكرعاوي؟ فأجبته: بالنجف بعد ذلك عرفت ان الشباني فرع من عشيرة الكرعان أو الكريعات".
 
 
أنا هنا ليس بصدد تقديم تعريف لشاعر بحجم الثقافة الرصينة ومجدد مهم في متن النص العامي، علي الشباني حسنة شعرية أضاءت سماء القصيدة العراقية وهو القائل: "بالليلْ.. دگ البابْ.. دگْ بروحي ليلْ وبابْ.. فرشني ترابْ.. للفرحة.. فرشني ترابْ خضّرْ.. يا حزنْ.. يترابْ.. گ البابْ.. اصعدْ لكْ نجمْ ع البيتْ.. وأگعدْ لكْ فرحْ للدنيا لو مريت.. ولك يمته تمر وياك.. روحي بلا سما.. بلا بابْ.. وأنتَ هناك گامه وعين.. تحفرني وأطيحْ ترابْ.. دگ البابْ.. أزخ روحي مطرْ ع البابْ.. وأغسل بيك كل ما بالليالي عتابْ.. إخذْ روحي سفينة وياكْ.. أروح بشوفتكْ جرفين.. وأنتَ الشطْ.. فيضني وأتيه وياكْ.. وأجيسكْ روحْ مملوحه" إنما اردت تسليط الضوء على اهميته بعين صاحب التأسيس الاول للحداثة الشعبية مظفر النواب أذ قال عنه: "غادرت العراق وتركت شعراً وشاعراً اسمه علي الشباني". 
وهذه بعض رسائل النواب الى الشباني: "حتى صمتك يأتي صهيل مغان اصيل.. زاوية لك في القلب مازلت أوقد فيها الشموع.. نافرا بطعبك، هذا النفور الذي أحببته وشد من أزر قلبي في ليالي الغربة، بعد هذه المسافة المهلكة من الزمن املك كل الكلام اذا التقينا، ولا املك كلمة منه، في زاوية عتمتها حية ودودة من سجن الحلة عرفتك، ولن انساك، التقي احيانا اصدقاء مشتركين، أشك أنهم يفهمون الإبداع ليعرفوك أحس بجفوة بقلبي ازاءهم.. لا يمكنني تصورك قد كبرت.. كبر قلبك نعم.. كبرت نظرة عينيك.. كبر حبك.. مجموعتك الجميلة وصلتني منذ مدة ولكنني غير مستقر لاستطيع شيئا لها.. ألا يمكن أن تأتي.. علي مشتاق لك ودمعة بقلبي" مظفر في 14 / 9 / 1999 وفي رسالة مؤرخة بـ 11 / 11 / 2000 كتب النواب الى الشباني: "عالم قذر.. عالم مصالح ومافيات وسماسرة سياسة.. أتذكر يا علي، هكذا كما كنت أناديك في كل تلك الأيام، أتذكر اتساع عينيك المدهشتين؟ هل لا يزال لسوادهما ذلك التألق، تالق الأحجار الكريمة، أتذكر صمتك المفكر وهمومك، وفرحك أيضا، كم أريد أن أراك بعد كل هذه السنين، لقد طعنت في عشق الناس ولا تزال محبتك في نفسي مكانتها بالقلب، نتحدث كثيرا انا ورياض ونتحدث عن العزيز كاظم غيلان، لست أدري كيف اكتب له، لم نلتق، لم نر بعضنا ولكنني أشعر أني احبه منذ زمن بعيد، لك محبتي واحس اننا سنلتقي".  وفعلاً تم هذا اللقاء في الشام عندما اقنع كاظم غيلان وعباس الموسوي الشباني، بطلب من النواب السفر الى سوريا رغم حراجة وضعه الصحي. وعند العودة الى العراق كان قلقاً على النواب، وقال: "أخشى فقدان هذا الصديق" لكن القدر سبقه الى هذا اليوم، اتذكرك ايها الشباني وأنت تزورني في جريدة "الصباح" ومن بعدها نمضي اليوم كاملاً حتى ذهابك الى الديوانية وأنا اطلب منك تبقى ليوم غد، فتقول: "ما أگدر انام ولا تغفى عيني الا بفراش الديوانية" طيب، هل غفوت على رمال وادي السلام؟