{شجرة العام} تفوز بها كستناء إيبرس البلجيكيَّة

الصفحة الاخيرة 2020/10/24
...

  جيمس كريسب
  ترجمة: ليندا أدور
 
 
 
 
نجت باعجوبة من القصف الذي تعرضت له مدينة يبر أو "إيبرس" وأهوال حربين عالميتين، إنها شجرة الكستناء التي فازت بمنافسات لقب "شجرة العام" في بلجيكا، تكريماً لها كرمز لتحدي البقاء ومواجهة المحن.
تعرضت الشجرة، التي مر بها البريطانيون وهم في طريقهم الى جبهات القتال، الى أضرار بالغة أثناء قصف المدينة خلال الحرب العالمية الأولى، سويت على إثره بالأرض، ولكن لكونها محمية بأسوار المدينة، كُتب للشجرة أن تنجو من القصف الذي استمر من تشرين الأول من العام 1914 حتى أيلول من العام 1918.
 تم زرع الشجرة في العام 1860 على التحصينات داخل سور المدينة الفلمنكية التي تعود للعصور الوسطى، وقد ساعدت البنية القوية لجذورها على تعافيها، اذ عاودت النمو وبأربعة جذوع منفصلة، وبمحيط قاعدة يصل الى (9.2 متر)، بعد أن أعيد بناء "إيبرس" التي دمرت بفعل القصف الألماني بشق الأنفس .
واليوم، بعد مرور أكثر من مئة عام، تقف شجرة الكستناء الحلوة، منتصبة بارتفاع يصل الى 20 متراً وبتاج يصل عرضه الى 30 متراً، بالقرب من نصب بوابة مينين التذكاري لإحياء ذكرى الضحايا والمفقودين في الحرب، اذ تعزف مقطوعة "لاست بوست " الموسيقية يومياً عند الساعة الثامنة مساءً تكريماً لهم.
تعد شجرة الكستناء واحدة من شجرتين في "إيبرس" نجيتا من الحربين العالميتين، وهي الناجية الوحيدة في "جادة الكستناء" التي زرعت قبل نحو 140 عاماً عندما تم تحويل التحصينات الى حدائق عامة، أما الشجرة الناجية الثانية هي شجرة بندق ثلاثية السيقان زرعت في القرن التاسع عشر. 
تشبّه السلطات المحلية في المدينة شجرة الكستناء، التي ستدخل المنافسة على جائزة "شجرة العام الأوروبية" مع 15 شجرة أخرى، بطائر الفينيق الذي ينهض من بين الرماد، واصفة اياها بالنصب الحي والحيوي الذي يمكنه العيش لقرن آخر. 
 
* صحيفة الديلي تلغراف البريطانية