الإعلام ومسؤولية الصورة

الصفحة الاخيرة 2020/10/26
...

علي السعد
من حقنا أن نفخر بصورنا في الاعلام، وأن نُعلن عبر هذا الحق مواقف نقدية، نمارس من خلالها وعيا احتجاجيا، واحيانا رافضا لكثير مما يجري، فللرفض هنا صورة، وخطاب، وأن الاعلام  يتعاطي معهما حسب مرجعياته الايديولوجية والسياسية، لكنه في الجوهر يعرف أهمية ذلك، لأن الحضور الواضح والصريح هو مبعث فخر، وأن صورته الايجابية تقول: إن العراقيين يمارسون حقهم في الاحتجاج والنقد من دون خوف، رغم ظروفهم الصعبة، وهذا دليل على حيوية الديمقراطية، وفاعلية الوعي الشعبي، مقابل ضرورة 
أن تكون صناعة الخطاب الاعلامي بمستوى مسؤولية تلك الحيوية والفاعلية، وأن يكون المتظاهرون على دراية كاملة بأنّ الاعلام والاقمار الصناعية ووكالات الأنباء في العالم ترصدهم، وتتابع أخبارهم، وتربط بين التظاهرات وبين الحق الديمقراطي، والحق في الحضور المسؤول داخل الفضاء 
الاعلامي.
التلازم بين الحضور والفعل من الأمور الأساسية، والتي تدخل في جوهر التعرّف على حيوية الرأي العام، وعلى هوية الخطاب الإعلامي، وعلى مسؤولية الدولة، ومسؤولية الجمهور، إذ يتطلب كلّ ذلك تواصلا وتفاعلا دائميين، وعلى وفق الاستحقاقات الدستورية والانسانية والوطنية،
لاسيما تلك التي تقارب واقعا مأزوما، وحراكا شعبيا له 
علاقة بما يحدث في الواقع، وبتعقيداته وصراعه واستحقاقاته، فالاحتجاجات " حقٌ نصَّ عليه الدستور" وأن حمايته هو شأن الحكومة.
كما أنه يرتبط بالطبيعة السلمية، التي ينبغي أن يدرك أهميتها الجمهور، إذ تعني السلمية هنا وضوح الشعارات والأهداف وحماية المال العام، وعدم استخدام العنف، وهو ما يعيدنا الى فكرة صناعة الصورة الاعلامية، تلك التي تخضع للمراقبة والقراءة، والتي تعكس أهمية تغليب المصالح الوطنية، والتعريف بها، ومواجهة كل المظاهر العنفية، والتي قد يستخدمها الاعلام لأغراض أخرى، ولحسابات تدخل في السياسة، أو في لعبة الصراعات الدولية والاقليمية 
والمحلية.