بغداد: محمد اسماعيل

  رشا عباس

 

استقبل أهالي الأعظمية الأربعاء الماضي، في ساحة الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان (رض)، البغداديين الذين حضروا من كل حدب وصوب لإحياء ذكرى مولد الرسول الأعظم محمد (ص)، وأوقدت الشموع حول المنازل فضلاً عن توزيع الحلوى ابتهاجاً بهذه المناسبة.

الأناشيد الدينيَّة صدحت في الشوارع، ولافتات تمجد الرسول الأكرم «ص» وتدعو الى الوحدة الوطنية ونبذ الفرقة والطائفية، فضلاً عن تقديم الخطب والمواعظ ومسابقات تناولت أسئلة عن حياة وسيرة الرسول، شارك فيها المئات من المحتفلين في مختلف مجالاتهم.

الشيخ محمد سمير العبيدي أحد منظمي الحفل قال: «حرص الأهالي في كل عام على إحياء مولد الرسول «ص» كتقليد وموروث شعبي منذ آلاف السنين، من خلال جمع التبرعات بينهم وذبح الأضاحي وشراء المواد الغذائيَّة». 

وأضاف: «تبركاً بذكرى الرسول العطرة، استقبل الأهالي الفتيات اللاتي بلغن سن التكليف وهن ملتزمات بالتعاليم الدينية والحجاب، كخطوة تشجيعيَّة للأخريات، فضلاً عن تكريم الشباب المتميزين في تقديم خدمات اجتماعيَّة لاقت استحسانها من الناس والمجتمع».

الأمر لم يتوقف عند المديح بسيد الكائنات، بل تعداه الى السير في مسيرة سلميَّة لنصرة الرسول الأعظم، رداً على الإساءة التي صدرت من فرنسا واستنكار ما قيل بحقه من الألفاظ الجارحة.

أشار العبيدي الى أنَّ «الوقفة هي بمثابة رسالة للعالم تبين مدى صدق الرسول «ص» وكيفيَّة تعامله مع من يسيء الظن به، وبرسالته السماوية أنْ يقابل الإساءة بالإحسان».

على صعيد متصل كانت «الصباح» في الحضرة القادرية المطهرة، أسرٌ قادمة من أنحاء بغداد، افترشت الجزرات الوسطية والحدائق المحيطة بساحة الخلاني، متجاورة من مديات بعيدة، الى الاقتراب تماساً مع جدران 

الحضرة القادرية المطهرة، احتفاءً بالمولد النبوي الشريف.

الناس والسيارات والتكاتك، في رواح ومجيء حتى مطلع الفجر، تحت قمر بدر تجاوره نجمة وألعاب ضوئيَّة تقطع خلوتهما في فضاء اللية المقمرة قدسية، ونشرات توقد أشعتها، تبدد الظلام إشراقاً يستنير بترانيم وأدعية وابتهالات تمجيداً لله والرسول والخلفاء الراشدين وآل بيت محمد.

باعة مسبحات وسجادات وكمامات وحلوى وكرزات وثياب ينادون على بضائعهم بهدوء لا يقطع جمال الأصوات المغردة، إيماناً بالله وحباً بالرسول في مكبرات صوت على قمة منارتين تعانقان بياض الغيوم ليلاً: «هاليلة عيد وفرح.. ورفع الاعلام.. مولد نبينا محمد.. عيد للإسلام».