سوق الحرفيين في الناصريَّة تقاوم الانقراض

ثقافة شعبية 2020/11/07
...

  ذي قار: أحمد داخل

سوق الحرفيين في محلة السيف، أسسها الوالي مدحت باشا في الناصرية 1869 التي ولدت بأربع محلات سكنيَّة: السويج والسراي والجامع والسيف. تضم السوق ورشاً لأصحاب الحرف اليدوية كالحدادين والندافين والنجارين والصاغة وتجار الحبوب والتمور التي تنقل عبر النهر بالكلك والسفن الصغيرة لوقوع السوق قرب الفرات.

قال الحرفي هادي محسن: "السوق تتوزع بانتظام إلى شارع للصاغة، وأخرى للدباغة والندافة والتجارة.. كل على حدة"، مؤكداً: "هناك تجار معروفون في المدينة: سيد فليح وسيد عبيد محيي وسيد جبر، وانفردت في السوق ماكنة لطحن الحبوب صاحبها المسيحي جميل طوبيا، أما الحرف فهناك أشخاص متخصصون بحرفة معينة مثلا بيت آل راشد يصنعون المواد الزراعية كالفدان والناعور والآلات الزراعية القديمة، وبيت حجي عكار يبيعون البذور الزراعيَّة، أما الحرفيون الصغار فيصنعون العدد الزراعية الأخرى كالمنجل والمسحاة والكرك والفاس والمشواة والمنقلة وأدوات البناء".
يضيف النجار مجيد ناصر الغرباوي: "النجارة من سمات الفولكلور الشعبي وتراث المدينة فمثلاً الجراخة ذات بعد فني لأنها تدلنا على نماذج إنتاجيَّة تزين الموبيليا وواجهات الأبواب الخشبية والشرفات ذات المقرنصات الخشبية في البيوت القديمة المعروفة بالشناشيل، وقد اختص بهذه الحرفة أناس معدودون هم الحاج رسول الجراخ والحاج عاشور وملا جابر حسين، لكنْ بموتهم ماتت هذه الحرفة؛ فالشباب اليوم لا يعرفون الجراخة؛ لذا صار الاعتماد على المستورد".
متابعاً: "كان للسوق يوم عطلة في الأسبوع كون العمل النقابي كان فاعلاً آنذاك عكس اليوم، بل حتى المحال لنتشرت عشوائياً".