اكتسب العبدو شهرته مطلع الثمانينيات عندما مرر مكنسته على كتف مدير البلدية آنذاك وسط ذهول المارة وتجار السوق، ولم يكتف عامل النظافة بهذا بل راح يكنس بمكناسته المتسخة كل الحضور الذين تطايروا أمامه، وعندما سأله المدير عن أسباب فعلته قال: "سمعتك تقول لهم اكنسوا الفساد والمفسدين" فضحك المدير وكافأه بدينار.

العبدو شخصية فكاهية اتسمت بالحكمة وسرعة الديهة، قضى حياته عامل نظافة في بلدية الديوانيَّة، لا يكترث لعطلة رسمية أو وقت محدد للدوام، من غرائبه أنَّ مدير البلدية وجد ذات صباح العبدو جالساً مكانه على مكتبه: "أريد أساعدك" فأمر بسحب العامل الذي أرسله لمساعدة العبدو؛ إذ تبين أنَّ المدير خصص عاملاً لمساعدة العبدو، وهذا منافٍ لقناعات العبدو الذي قضى ثلاثين سنة يعمل في الشارع نفسه.

وفي يوم استفاق أهل المنطقة ليجدوا العبدو، أقفل بيوت المختار ومفوض أمن ومنزلاً ثالثاً بسلاسل، وتوسط الشارع بمكنسته: "لن أفتح أبوابكم حتى تقسمون على عدم رمي النفايات في الشارع" فكان له ما أراد.