قاسم موزان
البعض لا يزال ينظر للأشياء من ثقب الأبرة او من دونها صغرا، لتبقى الصور المرئية معتمة ويكتنزها في زوايا اذهانهم المضطربة ولايحاولون تغيير نمط رؤيتهم ازاء المتغيرات، التي يشهدها الواقع بين التوهج الحذر والخفوت، وكلا الحالتين وهما في سباق لاينتهي طالما الحياة مستمرة ولا تتوقف عند حد. أسوق هذه المقدمة لتذكير ذلك البعض بأن هناك أعمالا تطوعية من قبل شباب من كلا الجنسين وهي جديرة بالرصد والاهتمام، لكونها تمثل العطاء والتكاتف المجتمعي، مثل تنظيف الشوارع وازالة النفايات المتكدسة في الاحياء السكنية وحملات تشجير واسعة لخلق بيئة صحية افضل للعيش وللتخلص من التلوث البيئي والصحي، ايمانا منهم في اعادة بناء لحياة تليق
بالعيش. تبرز أهمية الأعمال التطوعية خلال فترة الأزمات التي تمر بها البلدان لتكون عاملا مساعدا للمؤسسات ذات العلاقة، ولعل الأزمة الصحية المتمثلة بوباء كورونا القاتل الذي لم يستثن أحدا من الكوكب الارضي وجراء المرض تعطلت تفاصيل الحياة وخلق حالة استثنائية من الافتراق الاجتماعي القسري ولزم الناس بيوتهم، للحد من الاصابة من الفيروس المميت، واتخذت الجهات الصحية في العالم جملة من الاجراءات الوقائية، منها ارتداء الكمامات والقفازات كوسيلة فاعلة لمواجهة الجائحة، لهذا وبعد ان تم رفع الحظر تقوم مجموعة شبابية التي استشعرت الخطر الداهم بتوزيع الكمامات والكفوف مع قنينة تعقيم لكل من لايرتديهما، حفاظا على صحته وصحة الاخرين، تلك الحملة الوطنية لاقت الاستحسان في شارع المتنبي واعجبت هذه المبادرة الرائعة الكثير الذين يهمهم اجراءات السلامة الصحية بعد تزايد ارقام المصابين جراء جهلهم او تجاهلهم بشراسة الفيروس المميت، ولم تقتصر الحملة على شارع المتنبي لاكتظاظه برواده والمتسوقين، خصوصا في ايام الجمع، بل شملت الأسواق التجارية المزدحمة والاحياء الشعبية والمناطق الصناعية الاكثر عرضة للامراض وايضا توزعها بين المارة في الشوارع، متى تتسع رؤية البعض لنتجاوز ازماتنا
الداخلية؟.