معركة المخدرات

الصفحة الاخيرة 2020/11/18
...

زيد الحلي 
خبران لافتان للنظر، لم يسلط عليهما الاعلام الضوء بما يستحقان، الخبر الاول، جرت أحداثه في الاسبوع الماضي، حيث اوضح مصدر مسؤول ان " أبطال فرقة الرد السريع بإسناد أبطال طيران الجيش نفذا إنزالاً بالضفادع البشرية في عمق الأهوار الشرقية لمحافظة ميسان (هور أم النعاج) ورافق الإنزال تحرك قوة بالزوارق على أهداف يستخدمها المهربون وتجار المخدرات، وتم ضبط 100 كيلوغرام من المخدرات بعملية إنزال جوي مدعومة بتحرك بري بمحافظة ميسان".
والخبر الثاني، تمت وقائعه منتصف هذا الاسبوع، يقول " إنَّ فريقا أمنيا ألقى القبض على مجموعة من مهربي ومروجي المخدرات اثناء مطاردتهم بين أزقة منطقة الشعب ببغداد، بعد أن حاولوا الفرار بعجلتهم الخاصة وتسببهم بدهس امرأة من المارة ومنتسب من المفارز الامنية، وكان بحوزتهم(4 آلاف) حبة مخدرة و(250) غراماً من مادة الكرستال المخدرة وبندقية كلاشنكوف".
وهذان الخبران وغيرهما، يؤكدان ان المخدرات ورواجها في البلاد هي  ناقوس خطر جديد، يدق محذرا في محيط المجتمع العراقي خطرا ربما هو أخطر المخاطر التي تجابهنا بكل مسمياتها وألوانها، وسوط موجع على ظهر التنمية البشرية في بلدنا النازف، هو انتشار ضجيج ورذاذ آفة المخدرات بين اوساط فئات شبابنا بمختلف اعمارهم ومشاربهم.
ومن مؤشرات تنامي مشكلة تعاطي المخدرات تأكيد الجهات المختصة، ومراكز الابحاث الجامعية، تفاقم الظاهرة، ودعوا إلى المساعدة في مواجهتها ونبهوا على أن العديد من جرائم اغتصاب الأطفال وجرائم السرقة والقتل، كانت بفعل إدمان مرتكبيها على المخدرات، لذلك بات أمر مكافحة تعاطي المخدرات مسألة تضامنية، تحتاج إلى جهود الجميع بما في ذلك الجهات الأمنية والإعلامية، لغرض توعية الشباب وأسرهم بمدى خطورة المخدرات، حتى لا يكون العراق ممرا ولا مستهلكا للمخدرات، لكن ما يثير القلق ان الدوائر المختصة أقرت بعدم وجود إحصائيات وأرقام رسمية، تكشف عن مدى انتشار مشكلة المخدرات، غير الدعوات المجتمعية لا تزال تطالب، بالإسراع في إصدار الأحكام بحق مرتكبي جرائم الاغتصاب بسبب تعاطيهم حبوب الهلوسة أو الحبوب المخدرة مع التشديد في الأحكام حفاظاً على أمن المجتمع.
بصوت عالٍ، أقول إنَّ ظاهرة المخدرات تتسع في بلدنا، بعد ان كان خاليا منها، فهل من منقذ للخلاص من هذا الشر الخطير؟.