سلمت قلبي

ثقافة شعبية 2020/11/21
...

 ماجد عودة
 
النص الغنائي يختزل وجعاً انسانياً يعتري كاتب النص، فيجسده في قالب غنائي، يصوغ كلماته من عمق المأساة؛ ليدخل بودقة اللحن والتوزيع وصولاً الى مصدر الصوت الادائي للمطرب، وبعد اكتمال كل هذه الحلقات، يخضع لمرحلة التقييم من قبل المتخصصين في الشأن الموسيقي والغنائي، الذين تتباين اراؤهم من شخص الى اخر، وهنا دعوني اروي لكم تفاصيل حكاية اغنية "سلمت قلبي" التي كتب كلماتها الشاعر الغنائي حسن الخزاعي ولحنها الفنان ضياءالدين وغناها المطرب الراحل جلال خورشيد.
وتفاصيل هذه الحكاية تبدأ من لحظة وفاة أحد ابناء الشاعر حسن الخزاعي غرقاً في نهر دجلة، خلال التسعينيات، عاش بعده ايام حزن وقهر وألم، مترجما الاحساس الابوي الى كلمات موثرة جسدت عمق الوجع، الذي يعتلي الصدور مصحوباً بحرارة اللوعة وصدق المعاني، الذي يختزل صور المشهد المأساوي، الذي نتج عنه هذا الفقدان المدوي للشاعر الاب لتكتمل كلمات هذا النص الغنائي ترافقه الاهات والحسرات والدموع، ليحط الرحال بين انامل اوتار الملحن المبدع ضياءالدين، الذي كان شاهداً حياً على فداحة الخسارة ومرارتها ليضعها باطار لحني مميز.
اكتملت مقومات نجاحه باداء رائع من صوت جلال خورشيد، وهو يقول: "سلمت قلبي طائعاً بين يديك.. وسكبت كل مشاعري في راحتيك.. ماذا فعلت لكي اكون كما ترى.. بك استغيث اليك من وجعي عليك.. سلمت قلبي طائعاً بين يديك".