سرور العلي
حين يكون النجاح حليفك، لا بد من أن تأتيك من حين لآخر فترات محملة بالخمول والكسل، فتتقاعس عن أشياء فعلتها، ولكي تبقى محافظا على ذلك النجاح عليك أن تكون دوما مستمرا في عطائك وتفانيك، تكمن مشكلة العصر في بعض من تعصف بهم رياح الانقطاع، ومن ثم عدم الاستمرارية ومغادرة حلبة البقاء، ويبدو أن تلك الآفة قد قضت على الكثير من أحلامنا وضياعها في درك الإهمال، وكأننا لم نشيدها يوما ولم نشارك أقرب الناس، لنا عن لحظات فرحنا وسعادتنا حالما تتحقق، فهناك من أبدع في حرفة وعمل ما، وأشادوا بتألقه ولكن طواه النسيان لأنه لم يستمر، نكتشف بعدها كم أخطأنا منذ قررنا الرحيل، وترك سلم المواصلة والديمومة، لنصاب بخيبة لن تشفيها كل المبررات، ولا تنقذنا من فم الندم ولا من فوهة الخذلان، وكلما تعثرت تأتيك صفعة الذكرى المريرة وبأنك أنت من اخترت ذلك، ولم يقرر أحد بدلا عنك، بالإصرار والسعي والإرادة القوية تصل لقمة النجاح.
فالإنسان الناجح يعيش الحلم في خياله قبل أن يتحول إلى واقع، ولتحقيق الهدف علينا العمل بثبات ومن دون تردد أو خوف أو خجل، ونتجاوز المصاعب والتحديات ونحسن ظروفنا لتلائم ما نطمح إليه، والتوقع أننا ننجح إذ تلعب المشاعر الإيجابية والتفاؤل دوراً بتحقيق أهدافنا، وهذه كلها خطوات سار عليها العظماء والناجحون، ومن المهم جدا أن يدفع الإنسان الأفكار الكثيرة التي تراوده، وتجعل منه سلبيا ومتخوفا، وتبديلها بأفكار تثير لديه الاجتهاد ومواصلة العمل، والخروج من قوقعة التوتر، وتنظيم الوقت لإتمام جميع المهام، وعدم المقارنة بين الأشخاص، وتجنب الأفراد المحملين بالطاقة السلبية لأنهم يشعرونك بالإحباط، كما أن التعلم المستمر بخاصة مع توفر المعلومات الهائلة اليوم واتساع العولمة، كلها مقومات تساعد على المعرفة وزيادة الخبرات، وبالفشل يمكننا أن نتعرف على فرص جديدة من شأنها أن تعطينا حافزا ودافعا، وأن الإخلاص والصدق والاستمرار في الاجتهاد والعطاء والتفكير، وتنمية القدرات العقلية، والتخطيط يجعل منا أشخاصا مجتهدين، لن تعود للماضي ولا تكرر التجارب الفاشلة لتحصد ثمار استمرارك، فإن لم تستمر لن تنجح.