هناء العبودي
اذا أردتِ النجاح في الحياة فيجب أن تكون هناك علاقة جيدة مع نفسك، فالبداية هي محطة تأمل مع الذات وكما قال الامام علي (عليه السلام) ( ما أحق بالإنسان ان تكون له ساعة لا يشغله عنها شاغل)، ومحطة التأمل هذه تقوي الذاكرة، لأن فيها استرجاعا لتجارب الحياة الناجحة، التي مرت بها كل إمرأة وهذه تبعث الأمل في النفوس المتعبة، ومنها نستطيع ان نعرف اين نحن والى اين نسير؟.
وضمن محطة التأمل هذه سندرك ماهي حاجاتنا الاولية، حتما اننا نحتاج الى ثقافة نسائية واعية ودراسة لحياة الناجحات في التاريخ والاهتمام بالوقت وملء الفراغ بما هو ايجابي ونافع، وحينما نتذكر تجاربنا الفاشلة لا نعزوها الى ذاتنا الأنثوية ابدا، بل هي تجارب صادفتنا وعلينا التزود منها للإنطلاق الى المحطة التالية من محطات النجاح، وان فهم الذات وتقبلها وتحقيق اهدافها هي بداية المسير، وقد لخص (ماسلو) الصفات المميزة لمن استطاعوا تحقيق ذواتهم بأنهم يتقبلونها كما هي والآخرون كما هم. فتقبل الذات يدعم الشعور بعزة النفس وهذا الشعور له الأثر الكبير في تعامل الفرد مع نفسه والآخرين، وقد لوحظ ان الذين ينفرون من ذواتهم يكون اعتزازهم بأنفسهم ضعيف وبالتالي، فهم اقل جرأة وأقل تجاوبا في شؤون الصداقة، والنجاح يحتاج الى جرأة الاقدام فلا بد إذن من ان نعيد فهم الذات ولتكن كل واحدة منا هي وليست هو او تلك، وحينما نعيد فهم الانوثة بأنها كنز من كنوز المرأة ووديعة من ودائع الجمال الآلهي، حينئذ يتجدد الشعور بأن المرأة ليست ناقصة لأنها انثى، بل باستطاعتها ان تتكامل في سلم التكامل البشري اسوة بالسابقات من النساء، ولن تكون الانوثة حاجزا ابدا، بل هي من اسباب الرقي، وهي مصدر عواطف الانسانية كلها التي تلبي حاجة الانسان النفسية والمعنوية خاصة في عصرنا وتمنحه القوة والصبر.