الألوية الدوليَّة.. من محاربة الفاشية الى خدمة الاستبداد

بانوراما 2020/12/12
...

جيل تريمليت
ترجمة: خالد قاسم
في ثلاثينيات القرن الماضي تطوع الآلاف من الرجال والنساء من مختلف دول العالم لمحاربة الفاشية الاسبانية، واستمر بعض الناجين في أداء دور رئيس بمحاربة النازيين، لكن عددا منهم صار لاحقا خادما قويا للأنظمة الاستبدادية.
فقبل أكثر من سنة تقريبا، بعث "فيرجيليو فيرنانديز ديل ريـال" وصيته الأخيرة يوم 28 تشرين الثاني 2019 بواسطة خدمة الواتساب، من مزرعته التي يسكنها في المكسيك ويضع خلف سريره علم الجمهورية الديمقراطية الاسبانية التي عاشت فترة قصيرة خلال ثلاثينيات القرن الماضي.
أثناء اقامة فيرجيليو وزوجته في مدريد قبل سنوات، توافد عليهما الزائرون لشكره على خدمته بجيش تطوعي يدعى "الألوية الدولية". وكانت تلك الوحدة مكونة من 35 ألف مقاتل أجنبي ينتمون لنحو 80 دولة حاليا وقد قاتلوا ضد الفاشية خلال الحرب الأهلية الاسبانية، وجرى حل  تلك الوحدة عام 1938، أي قبل سنة تقريبا من نهاية عهد الجمهورية هناك، ولا تزال أعمالهم لها صدى حتى يومنا هذا.
تعد الجمهورية وسيلة اختبار عاطفية لليساريين الاسبان، لكن محبي المتطوعين ينتشرون عبر العالم وهناك جماعات مكرسة لذكراهم في الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوروبية عديدة، يثير ذكرهم استعراضا مفاجئا للحماسة، اذ ينزع صحافي اسباني قميصه ليظهر وشم رمز الألوية المثلث على كتفه، ويغني ألماني مقيم في كاليفورنيا أغنيتهم، ويتحدث كاتب أسكتلندي بحزن في مجلة ليبرالية عن عمه المتطوع معهم، ويخطط الكاتب الأميركي ديفيد سايمون لتأليف مسلسل تلفزيوني عن الألوية الدولية.
غير أن هناك آراء معارضة بقوة لهم في مناطق أخرى، فقد خصصت بولندا شوارع لكتيبة دابروفسكي من الألوية الدولية، لكنّ أسماءها تغيرت من قبل "معهد الذاكرة الوطنية" المشرف على قانون "اجتثاث الشيوعية" المثير للجدل الذي أقره حزب القانون والعدالة المحافظ عام 2017، ويرى نقاد بولنديون أن الألوية خدمت الحقبة الستالينية، ويحمل رأيهم بعض الصواب.
 
أدوات قمع
خدم المحاربون القدامى للألوية الدولية رؤساء حكومات الستار الحديدي، أي ألمانيا الشرقية وهنغاريا وألبانيا. وقدّموا عشرات الوزراء والجنرالات وضباط الشرطة والسفراء عبر جميع الأنظمة الشيوعية، وشكلوا نخبة قوية رغم انتماء معظمهم للطبقة العاملة. 
ففي ألمانيا الشرقية أسس متطوعو الألوية وأداروا جهاز أمن الدولة سيئ الصيت، وكان قمع الحرية جزءا من عملهم، لذلك ليس مفاجئا أن يحتقرهم بعض مواطنيهم.
التاريخ ليس نظيفا ولا منظما، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالحروب السابقة، ويقال إن الضحية الأولى للحرب هي الحقيقة، لكن هناك فوارق دقيقة في الواقع، وتقدم الحرب خيارات ثنائية حادة، تقتل أو تُقتل، تحارب مع جانب أو الآخر، لكن الحقيقة أكثر تعقيدا من ذلك كما تظهر قصة الألوية الدولية والجزء اللاحق من حياتهم.
في مطلع تشرين الأول 1936، وضع الشاب بيرنارد نوكس مسدسا داخل حقيبته وعبر نقطة الحدود من مدينة دوفر متجها الى اسبانيا. ويعود المسدس لأستاذ من كامبريدج يدعى فرانسيس كورنفورد استخدمه للمرة الأخيرة عندما كان ضابطا خلال الحرب العالمية الأولى. أعطى فرانسيس مسدسه لابنه جون وهو صديق بيرنارد وسافر معه الى اسبانيا، وحمل نوكس السلاح لأن جواز سفر كورنفورد أظهر وجوده مسبقا في اسبانيا، وكانت الشرطة تشكك بزائري بلد بدأت فيه للتو حرب أهلية بقيادة فرانكو وضباطه. وتبنت بريطانيا موقف عدم التدخل، وكانت تلك رشوة لهتلر وموسوليني اللذين قاتلت قواتهما بشكل صارخ لصالح فرانكو، ولم ترغب بمشاركة متطوعين بريطانيين.
شهدت الأيام الأولى للحرب الأهلية انضمام كورنفورد لإحدى المليشيات التي برزت ردا على الانقلاب واندلعت ثورة مضادة داخل الجمهورية. وسيطر الاشتراكيون والفوضويون والشيوعيون وانفصاليو كاتالونيا على الشوارع، وازدادت المليشيات مع تطوع النساء وحملهن السلاح.
أثناء عمله بتجنيد المتطوعين، وصف كورنفورد النزاع بأنه حرب ثورية بطيئة وقاتمة، مثلما تصور الناس الثورة المكسيكية التي انتهت عام 1920 بدلا من الدمار المعقد الذي سرعان ما آلت إليه. ولم تمتلك مجموعته أدنى فكرة عن الوحدة التي ينضمون اليها، لكن عند وصولهم إلى اسبانيا، كانت الألوية الدولية قد تشكلت للتو. أما ترتيبات ذلك فقد نفذتها منظمة الشيوعية الدولية ومقرها موسكو.
ازداد الدافع بوصول هؤلاء المتطوعين العفويين، ومنهم ابن أخ ونستون تشرشل "إدموند روميلي" الذي تجول في فرنسا قبيل تطوعه واعلان نفسه عضوا "ضمن تلك الطبقة الواسعة من العمال غير المهرة"، وأبحر بقارب من مرسيليا، وانقسم واجب المراقبة في السفينة الى نوبات تمتد ساعتين بين فرنسيين وألمان وبولنديين وايطاليين ويوغسلاف وبلجيكيين وفلمنكية وناطقين بالروسية.
 
استعدادات متخبطة
اتصف المتطوعون الأوائل بضعف التسليح والتدريب، ووجدوا أنفسهم يدافعون عن مدريد ضد قوات فرانكو الاستعمارية المجربة والشرسة المسماة "جيش أفريقيا" بعد أسابيع قليلة فقط. 
وشغّلت مجموعة كورنفورد مدفعا رشاشا في كلية الفلسفة بالمدينة الجامعية الجديدة آنذاك، وشيدوا متاريس من كتب سميكة للفلسفة الألمانية والميتافيزيقيا الهندية للقرن التاسع عشر. توقفت طلقات العدو قبل اختراقها الصفحة رقم 350 مما جعل المتطوعين يؤمنون بقصص قديمة عن جنود أنقذهم الكتاب المقدس في جيوب قمصانهم. 
نقلت قوات فرانكو جوا من شمال أفريقيا الى إشبيلية بطائرات ألمانية في عملية أسماها هتلر "عملية النار السحرية" (متأثرا بجزء من أوبرا سيغفريد لفاغنر)، وتقدمت بسهولة الى مدريد الى أن توقفت عند المدينة الجامعية ما أكسب الألوية الدولية صفة البطولة داخل اسبانيا وخارجها. أسس انضباطهم مثالا لجيش الجمهورية الفوضوي، مع أن بعض المتطوعين اعتقدوا خاطئين أن المثالية قد تحل مكان التدريب، ودفعوا حياتهم ثمنا لذلك. 
وشكر المراسلون الحربيون من كل الجنسيات تقريبا حظهم لقدرتهم على ايجاد مصادر على الجبهة بين الألوية ويتحدثون لغتهم.
وصل مئات المتطوعين الجدد أسبوعيا من الصين وتشيلي وإثيوبيا، رغم أن معظمهم وصل من أوروبا أو الأميركيتين، والكثير منهم منفيون سياسيون أو اقتصاديون. وفي الواقع، رأت كل الألوية نفسها تقاتل معركة عالمية لايقاف الفاشية والتي كانت اسبانيا جزءا منها. 
مات الكثير من المتطوعين الأوائل، وتعرض آخرون لاصابات بليغة بنهاية العام 1936. وقتل كورنفورد في الأندلس بعد يوم من عيد ميلاده الحادي والعشرين. وتعرض نوكس لإصابة قوية وسقط أرضا مع نافورة دم من كتفه، أما كتيبتا المتطوعين البريطانيين والأميركيين، تكونت كل منهما من 700 فرد، فلم تتشكلا حتى العام التالي وكانت بداية قتالهم في منطقة تبعد 30 كم عن مدريد، وجندت 700 امرأة أيضا، لكن الجمهورية أرسلتهن بعيدا عن الجبهة وخدمن طبيبات وممرضات ومترجمات وإداريات.
كانت الألوية قوات صاعقة قاتلت عموما بشجاعة، وغيروا أحيانا نتائج المعارك وتعرضوا لهزائم ساحقة بأحيان أخرى. وقد أعدم معظم أسرى الألوية، وأرسل الناجون الى دير من القرون الوسطى حوّل الى سجن في منطقة سان بيدرو دي كاردينا قرب بورغوس، وأجبروا على أداء التحية الفاشية. 
لم يكن الجميع أبطالا، اذ هرب عدد كبير من أفراد الألوية الدولية من الخدمة، وأعدم بعضهم بسبب ذلك. وبعد سيطرتهم على بلدة كوينتو، وجه ضباطهم الكبار أمرا بإعدام كل قوات العدو، مثلمات تعرضت النساء للإساءة بسبب شكوك بأنهن جاسوسات.
 
حرب خاسرة
بإعلان هزيمة الجمهوريين، ومغادر آخر لواء لإسبانيا كان سبعة آلاف مقاتل قد قتلوا، وأعلن فرانكو النصر يوم 1 نيسان 1939 (حكم دكتاتورا حتى 1975). وعاد معظم المقاتلين الى بلدانهم أو احتجزتهم فرنسا مع بقية الجيش الجمهوري الهارب في معسكرات كبيرة، شهدت إحدى أكبر أزمات اللاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الأولى. وعاش بتلك المخيمات لسنوات من عدّتهم دولهم غير مرّحب بهم، مثل الألمان والايطاليين والبولنديين وغيرهم، أو "خطيرين" من سلطات فيشي. 
ومن عاد الى وطنه راقبته الشرطة عن كثب، اذ حمل جهاز الأمن البريطاني ملفات عن كثيرين منهم، كذلك الحال بالنسبة للشرطة الهولندية، ووصفتهم السلطات بالمتهورين أو المخطئين لكن ذلك لم يستمر طويلا لأن هتلر غزا بولندا بعد خمسة أشهر بالضبط على اعلان فرانكو النصر، واتفق الجميع فجأة أن الفاشية يجب مواجهتها بالأسلحة.
عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية كان من الطبيعي تجنيد أفراد الألوية، فقد قاتلوا الفاشية لثلاث سنوات مضنية. اتسمت النظرة اليهم في بريطانيا وأميركا بعدم الثقة، بسبب اتفاق عدم الاعتداء النازي السوفيتي عام 1939 والذي تقاسم فيه هتلر وستالين بولندا.
اتصل توم وينترينغهام؛ القائد السابق للكتيبة البريطانية في الألوية الدولية؛ بحكومة بلاده وقدّم خططا لانشاء مليشيا مدنية، لكن فكرته رفضت وبدلا من ذلك أسس أكاديمية خاصة في منزل فخم بمنطقة "أوسترلي بارك"، حيث علّم قدامى الألوية الناس كيفية صنع قنابل بنزين ونصب كمائن للدبابات وتنفيذ حرب العصابات.
سرعان ما صار واضحا امتلاك أفراد الألوية خبرة مفيدة كبيرة في الحروب وشكلوا شبكة فريدة بعموم أوروبا المحتلة. وهاجر نوكس الى أميركا وجنده الضابط بيل دونوفان لوكالة المخابرات المركزية (مكتب الخدمات الستراتيجية آنذاك) والذي أدار عمليات مليشيات. أرسل نوكس للتنسيق مع المقاومين الايطاليين، وارتبط مع قائد هناك بعد اكتشاف انتمائه للألوية الدولية وقتالهما سويا في مدريد. اضافة لذلك، قاد أفراد سابقون من الألوية عدة جيوش مقاومة ايطالية، وساندوا جيوش جوزيف بروز تيتو الشيوعية الأربعة في يوغوسلافيا. وكان عضو الألوية ألدو لامبريدي أحد ثلاثة مقاومين أعدموا موسوليني وحبيبته كلاريتا بيتاتشي عام 1945. عضو آخر في الألوية "راندولفو باتشياردي" أصبح وزير دفاع ايطاليا بعد الحرب. حتى قادة الألوية الألمان قاتلوا هتلر، اذ كان الكاتبان ايريخ فينيرت وفيلي بريدل يهتفان بدعايات بين القوات النازية المحاصرة بالثلوج على أطلال ستالينغراد. وطالما كان هدفهم دحر الفاشية، فقد شعر جنود الألوية بالنصر أخيرا عام 1945.
 
تطبيق العدالة
في 13 تشرين الثاني 1989 وقف ايريخ ميلكه أمام برلمان ألمانيا الشرقية للرد على أسئلة عن دوره رئيسا لوزارة أمن الدولة المعروفة باسم "ستاسي". كان ميلكه يبلغ من العمر 82 سنة وهو من قدامى المحاربين للألوية الدولية، وأدار الشرطة السرية سيئة الصيت لثلاثة عقود. اشتهر ميلكه بلقب "سيد الخوف" بعد تحويل ألمانيا الشرقية الى "أكثر دول المراقبة كمالا بكل العصور" بحسب وصف الكاتبة آنا فوندر في كتابها "ستاسي لاند". 
سقط جدار برلين قبل الجلسة بأربعة أيام، ولم تعد مهمة المجلس الموافقة على كل شيء، ولم يدرك ميلكه ذلك وبعد مواجهته أسئلة صعبة رفع يديه وأعلن: "أحب الانسانية جمعاء، أحبها فعلا" فانفجرت القاعة بالضحك، واستقال ميلكه بعدها بخمسة أيام وسجن عام 1993 لقتل رجلي شرطة من جمهورية فايمار عام 1931.
أدى جنود الألوية دورا ملحوظا في ألمانيا الشرقية بعد 1945، لأنهم كانوا من بين قلة وثق بهم الاتحاد السوفيتي. وترأس "هينريش راو" اللجنة الاقتصادية الألمانية، وهي أول حكومة ألمانية فعلية. وفي مرحلة ما ترأس جنود الألوية كل الوزارات المسلحة الثلاث: الدفاع والداخلية وأمن الدولة. حصل الأمر مع كل مكان حكمه الشيوعيون بعد الحرب العالمية الثانية، اذ صار "فيرينتس مونيش" رئيس وزراء هنغاريا، والمقاتل "محمد شاهو" رئيس وزراء ألبانيا لمدة 27 سنة، و "كارلو لوكانوف" نائب رئيس وزراء بلغاريا. في الواقع، قائمة مقاتلي الأولية الذين تسنموا مناصب عليا تبلغ المئات، وكان كثيرون من كبار الشيوعيين قبل الحرب الأهلية الاسبانية اذ شاركت الأحزاب المنفية بشكل جماعي باحثة عن معنى 
لوجودها.
اقتصر اختصاص جنود الألوية على الدفاع والأمن، لكن ذلك تحول في عالم الستالينية الى القمع. وظهر ذلك في اسبانيا عندما صدر قرار بحظر وحدة ميليشيا ماركسية وتغطية كل جدران برشلونة فجأة بملصقات تصف معارضي الألوية بجواسيس للفاشية. ومع ذلك لم يعلم معظم جنود الألوية الشيوعيين شيئا عن فظائع ستالين، ورأوا أنفسهم جنودا في تحالف واسع ضد الفاشية.
لكن من جهة أخرى تعرض عدد كبير منهم للاقصاء، لأنهم قاتلوا في اسبانيا وكانوا على اتصال مع العالم الخارجي، وظهروا بمحاكمات صورية في براغ وبودابست، بضمنهم المحارب التشيكي "أوتو سلينغ" الذي صرح قبل شنقه إثر محاكمة سلانسكي سيئة الصيت: "كنت خصما غادرا داخل الحزب الشيوعي، وأستحق الازدراء بكل إنصاف والحد الأقصى للعقوبة." أما وزير الخارجية الهنغاري "لازلو راجك" فأعدم عام 1949 بعد محاكمة كان فيها 16 من مجموع 97 متهما من المحاربين الاسبان. وانتمى بعضهم للديانة اليهودية وخسر كثيرون منهم وظائفهم في بولندا وأبعدوا الى المنفى بعد موجة اشتراكية معادية لهم سنة 1967.
 
مرحلة جديدة
تكرر الاضطهاد في أميركا، فكاتب السيناريو ومقاتل الألوية السابق "ألفاه بيسي" كان واحدا من عشرة أشخاص من هوليود سجنوا عام 1950 لرفضهم الشهادة أمام لجنة الكونغرس للأنشطة المعادية لأميركا. توازن نسبيا اصطياد الشيوعيين بعد اختراع الكاتب إرنست همنغواي، وهو متعصب للألوية، شخصية مقاتل أميركي خيالي يدعى روبرت جوردان. 
لكن كتابات الحرب الباردة سادت لأن الألوية قدمت أيضا عدة جواسيس سوفييت مشهورين، وأبرزهم "موريس كوهين" الذي ساعد بسرقة تصاميم السلاح الذري من مختبر لوس ألاموس في نيو مكسيكو.
عندما انتهت الحرب الباردة اتجه التاريخ نحو مرحلة جديدة، فالشيوعية السوفيتية لم تعد خطرا والفاشية صارت من الماضي، وبدأ الارهاب المحلي اليساري في الديمقراطيات الغربية بالانحسار، مثل "جماعة الجيش الأحمر في ألمانيا أو الفوضويين الايطاليين"، لكن الارهاب اليميني ازداد.
بالنسبة لأسر محاربي الألوية القدامى، فحقيقة أنهم قاتلوا جانبا من الطغيان، بينما خدم بعضهم مستبدا آخر، تعقد ذكراهم. ويصف المعهد البولندي للذاكرة الوطنية جنود الألوية "بأدوات السياسة الامبريالية للاتحاد السوفيتي، وشارك بعضهم بالأعمال القمعية للشيوعية في بولندا."