بغداد / زياد جسام

اقامت دائرة العلاقات الثقافية العامة بوزارة الثقافة والاثار صباح الاربعاء الماضي الموافق 23/1/2019  على قاعة المتنبي في مقرها، احتفالية خاصة بمناسبة اصدار كتاب "يوميات بغدادية" لمؤلفه كفاح امين، والذي يوثق جوانب من الحياة اليومية البغدادية، في تسعة مجلدات بالحجم الكبير، تضم صفحاته عددا كبيرا من الصور التوثيقية لما يقارب مئة عام من سيرة بغداد واحيائها.

حضر الحفل معالي وزير الثقافة الدكتورعبد الامير الحمداني وبعض الملحقيات الثقافية في السفارات الاجنبية في بغداد ونخبة من الكتاب والباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي.. قدم الحفل مدير القسم الاعلامي مضر الالوسي، وكانت الكلمة الاولى في الحفل لمعالي وزير الثقافة الدكتور الحمداني اذ قال: 

"بغداد تستحق منا المزيد وهي في القلب ، فقبل ايام بدأنا حملة لحفظ التراث العمراني البغدادي في شارع الرشيد ،الذي اطلقت عليه تسمية الشارع العباسي الممتد من باب المعظم الى الباب الشرقي، ولدينا خطة كاملة لان نحيي هذا المكان وهذا الأثر، وهو قلب بغداد العباسي الذي يجب ان يبقى نابضا ، ونحن ننظر الى هذا التراث بوصفه تراثا وطنيا عراقيا . وتوجه معالي الوزير بكلامه للمؤلف: للصديق كفاح اقول ان المنجر الذي قدمته على شكل سلسلة من المجلدات هو أرشفة حقيقية لحقبة تاريخية مرت بها بغداد، مزيحا التراب عن الاثر ومخرجه بشكل لاثق ، منقبا وحافرا في الذاكرة البغدادية لتظهر لنا هذا السفر الجميل" .

وتعهد معالي الوزير ببناء متحف صوري لبغداد التي اثبتت بأنها خير مكان للتعايش السلمي بين الاديان ، مشيرا الى افتتاح كنيسة مريم العذراء في منطقة الميدان قبل ايام ليكون غدا في مندى للصابئة ، واخرى في كنيسة او في مسجد ، فبغداد هي الحاضنة وهي الأم ولها منا كل الاهتمام والتقدير . 

وتحدث بعده مؤلف الكتاب كفاح الامين، اذ شكر في بداية كلمته باسم فريق العمل وزير الثقافة الذي اخرج هذا المنجز للنور، مبينا ان هذه اليوميات هي محاولة لمنح هؤلاء الذين سبقونا ومنحونا هذا الجمال ان نقابلهم بشيء من الوفاء، ولكي نفتخر بامكانياتنا وقدراتنا

 العراقية. 

من جانبه اكد الكاتب علي الفواز بصفته واحدا من فريق العمل لهذا النتاج المهم فقال: " ان هذا المنجز خطوة ثقافية مهمة نسعى الى تاسيسه اليوم لاهمية الثقافة في الحياة ، ولاننا عبر هذ المنجز نصنع أثرا لبغداد ،مشيرا الى ان هذه السلسلة توثق لمئة عام من تاريخ بغداد الصوري".

اما الاستاذ توفيق التميمي قال :"ان هذا المشروع استغرق سنوات من العمل المتواصل كلفت من خلالها بتحرير اخبار واعلانات نصف القرن الاول من حياة بغداد، وهو عمل يتسم بالصعوبة لقلة وندرة الوثيقة والصورة انذاك حيث كان المؤلف حريصا على ايجاد كل ما له علاقة بالارشيف الصوري لهذه الفترة الممتدة منذ عام 1910، اضافة الى فريق العمل الذي عمل بكل شغف للوصول الى هذا المنجز. 

كما قدم شيخ المهندسين المدنيين في العراق هشام المدفعي كلمة ألقتها عنه الاعلامية ريا العاصي، أكد من خلالها بأن هذا العمل وفكرة المتحف الصوري تعيد للمواطن جزءا من تاريخه الذي لم يعد موجودا. 

  هذا وقد تخلل الحفل عرض الفيلم الوثائقي "يوميات بغدادية" وهو من انتاج القسم الاعلامي في الدائرة بإشراف مدير القسم الاعلامي مضر الالوسي، كما قدمت فرقة ثلاثي بغداد اغاني وعزفا من التراث البغدادي ليختتم الحفل بتوقيع نسخ الكتاب بحضور معالي وزير الثقافة واهداء النسخ الاولى منه للوفود والشخصيات الحاضرة.