الولادة والزواج والوفاة عند المندائيين

ثقافة شعبية 2020/12/19
...

  تحسين ابرهيم سعيد

 
 
 
يشترك الصابئة المندائيون بالعادات الاجتماعية مع الأقوام المحيطة بهم، تأثرا وتأثيرا متبادلا، الا أن ثمة خصوصية في الجزئيات، أهمها:
1 – الولادة: تمرير السكن دوله على جبهة الوليد ثلاث مرات مع قراءة أدعية وتختم السرة، وتوضع تحت وسادته اربعين يوما لحفظه من الشرور، ويعمد بعد ثلاثين يوماً من ولادته.
2 – الزواج: ينحر ديك على قدم العروس اليمنى، عند أول دخولها بيت العريس بعد الزفة، وتعبر بالقدم نفسها فوق صينية فيها رز جاف وكاسة ماء وعملة معدنية وقلادة فتاة باكر و»السكن دوله – سكين بطول الاصبع» يربط إليها خاتم منقوش، يتوجب على العروس قلب كاسة الماء بقدمها ثم عبورالصينية مكملة سيرها الى داخل الدار مصحوبة بالهلاهل والأهازيج.
يتم الزفاف يوم السبت مساءً، ويبيت العريس مع والديه، بينما العروسة تبيت مع والدتها وأخواتها وقريباتها، ودعوة العشاء في بيت العريس للمقربين من الاهل والأصدقاء.
صباح الاحد يتوجه العروسان بصحبة الاقارب والاهل الى المندي لإجراء مراسيم قطع المهر، على يد أكبر رجال الدين الموجودين وقتها، وسط الشموع والآس والزغاريد والغناء، والعروس ترتدي العروس خمارا اخضر، أما الرجل فغير ملزم بزي محدد.
ومن العادات المتوارثة عدم تناول العروسين للسمك خلال أسبوع العرس.
3 – الوفاة: يوضع البخور والآس وماء الورد على القبر بعد انتهاء مراسم الدفن، ورش ماء الورد على مجلس النساء مساء اليوم الثالث للوفاة، اعلاناً عن انتهائه ومجلس الرجال ينهى ظهراً بقلب دلال القهوة.
وهناك السابع والخامس ويوم الاربعين ودورة السنة على المتوفى، يوزع فيها طعام الثواب لعامة الناس وطعام الغفران يعده رجال الدين.
كان لون الحداد سابقاً عند الصابئة المندائيين هو الأبيض ولكن بعد انفتاحهم على المجتمعات المحيطة بهم ارتدوا السواد تماشياً، لا يزورون القبور ولا يعنون ببنائها في السابق، لكن بعد أعداد الشباب الذين طوتهم الحرب العراقية الايرانية بعمر الزهور، استجدت عادة زيارة القبور وبنائها من قبل الأمهات وانتشرت شيئاً فشيئاً، وأصبحت الآن من عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية.
عدم جواز زواج الأخ من أرملة أخيه وتبقى في بيت الاسرة، والجد والأعمام ملزمون بتربية أولادها، أما إذا لم تنجب فمخيرة بين البقاء في بيت عمها أو الرجوع الى بيت أبيها، ولا تتزوج ثانية الا نادراً.