رسائل تسليم السلطة بين رؤساء أميركا

بانوراما 2020/12/20
...

أليكس كالمان
ترجمة: شيماء ميران
يذكرنا كل واحد منهم بما يبدو عليه التسليم السلمي واللبق للسلطة، فإن أحد أهم الجوانب المهمة لممارسة الديموقراطية، هو التداول السلمي للسلطة من إدارة الى أخرى، وتذكرنا الرسائل الخمس التالية، والمكتوبة بخط يد رئيس منتهية ولايته تركها في البيت البيضاوي، ليجدها الرئيس المنتخب القادم، بحرمة تلك الممارسة الأساسية، فبغض النظر عن الحزب الذي ينتمي إليه أو المعتقدات الشخصية كتب رونالد ريغان إلى جورج بوش الأب، وهذا كتب إلى بيل كلينتون، الذي حافظ على السياق وكتب إلى جورج بوش الابن، الذي اتبع الطريقة نفسها مع الرئيس السابق باراك أوباما، ليسلمها الى الرئيس المنتهية ولايته الحالية دونالد ترامب.
لقد منحت كل رسالة منها الطابع الإنساني لهذه اللحظة البارزة في الحياة الديموقراطية، وتعبر كل منها وبطريقة لطيفة عن 
قرب انتهاء واجب الشخص في المنصب الرئاسي، وإنه قد حان الوقت لتسليم السلطة الواسعة إلى شخص آخر، وربما حتى يُقدم بعض النصائح أو المساعدة أثناء كتابتها.
ومع مرور فترة من انتظار البلاد إقرار الرئيس الحالي والعديد من حلفائه السياسيين بنتائج الإنتخابات الأخيرة، وبدء عملية تسليم السلطة مع الرئيس المنتخب جو بايدن، يبدو من المهم التذكير مرة أخرى بالغرائز غير الديموقراطية الخطرة لدونالد ترامب. لقد قدم كُتّاب هذه الرسائل شيئا لم يستطع ترامب تقديمه أبدا، ألا وهو الدليل على إدراكهم بأنهم جزء من شيء أكبر من ذاتهم، من خلال خدمة مواطني الدولة بوصفهم مشاركين في التجربة 
الأميركية.
 
رسالة أوباما الى ترامب
إذ كتب أوباما مطلع العام 2017، 
عزيزي السيد الرئيس: أهنئك على المسيرة المتميزة. الملايين تضع أملها فيك، وبغض النظر عن الحزب، علينا جميعا أن 
نأمل بزيادة الرخاء والأمن خلال فترة ولايتك، إن هذا المكتب فريد من نوعه من دون مخطط واضح للنجاح، لذلك لا أعلم أي نصيحة أقدمها ستكون مفيدة على 
نحو خاص، ومع ذلك اسمح لي أن أقدم بعض الأفكار من السنوات الثمان 
الماضية:
أولا، لقد بُورك كلانا بحسن حظ كبير وبطرق مختلفة، فليس الكل محظوظا جدا، وهذا يعود لما نبذله من أقصى الجهود لبناء المزيد من سلالم النجاح لكل طفل وأسرة على استعداد للعمل بجدية.
ثانيا، القيادة الأميركية في هذا العالم لا غنى عنها بالفعل. وهذا متروك لنا من خلال العمل والريادة لتثبيت النظام الدولي الذي توسع بثبات منذ نهاية الحرب الباردة، وهو ما تعتمد عليه ثروتنا وأمننا.
ثالثا، نحن نشغُل هذا المكتب مؤقتا، ما يجعلنا حُماة لهذه المؤسسات والتقاليد الديموقراطية، مثل سيادة القانون، وفصل السلطات، والمساواة في الحماية والحريات المدنية، وهو ما كافح أسلافنا من أجله. وبغض النظر عن الشد والجذب للسياسات اليومية، فالأمر مُناط بنا في ترك وسائل ديموقراطيتنا هذه على الأقل قوية كما وجدناها.
وأخيرا، خذ وقتك مع الاصدقاء والأسرة في خضم الأحداث والمسؤوليات، التي ستأخذك عبر مواقف صعبة لا مفر منها. 
نتمنى؛ أنا وميشيل؛ لك ولميلانيا، التوفيق وأنت تبدأ بخوض هذه المغامرة الرائعة، وإعلم بأننا على استعداد للمساعدة بأية طريقة ممكنة. حظا سعيدا وبالتوفيق، بي أو.
 
رسالة جورج الابن الى أوباما
أما جورج بوش الابن فكتب أوائل العام 2009، عزيزي باراك: تهانينا 
لتوليّك رئاستنا. لقد بدأت توا فصلا رائعا في حياتك. القليل جدا هم من نالوا شرف التعرف على المسؤولية التي تشعر بها الآن، والقلة من يعرفون انفعالات اللحظة والتحديات التي ستواجهها. 
ستكون هناك لحظات بالغة الشدة، وستنشط الانتقادات، وسيخذلك 
أصدقاؤك، لكن الرب سيكون معك ليطمئنك، والأسرة التي تحبك، والدولة التي تدعمك ومن بينهم أنا. وبغض النظر عما سيحدث، ستُلهمك شخصية وتعاطف الشعب الذي تقوده الآن. ليباركك الله.. مع إخلاصي، جي دبليو.
 
من كلينتون الى جورج الابن
بينما كتب بيل كلينتون مطلع العام 2001 في رسالته، عزيزي جورج: اليوم ستبدأ المغامرة الأكبر مع فائق الشرف، الذي يمكن أن يناله المواطن الأميركي. أنت محظوظ مثلي خصوصا لقيادة دولتنا في مرحلة تغيّر إيجابي كبير وعميق، إذ يجب الإجابة عن تساؤلات قديمة ليس فقط عن دور الحكومة لكن حول طبيعة أمتنا أيضا. أنت تقود 
شعبا فخورا محترما وصالحا. ومن اليوم أنت رئيسنا جميعا. أحييك وأتمنى لك النجاح والسعادة الفائقة. الأعباء على كاهلك الآن كبيرة، ولكن غالبا ما تكون مبالغ 
فيها. 
وإن متعة تنفيذ ما تؤمن به صحيحا لا يمكن وصفها. دعواتي لك ولأسرتك بالتوفيق. مع تقديري، بيل.
رسالة جورج الأب إلى كلينتون
وجاء في رسالة جورج بوش الأب إلى كلينتون عام 1993، عزيزي بيل: حين دخلتُ الى المكتب توا شعرت بالدهشة والاحترام ذاته الذي شعرت به قبل أربع سنوات. وإعلم بأنك ستشعر بذلك أيضا. أتمنى لك السعادة الكبيرة هنا. 
كما إني لم أشعر أبدا بالوحدة التي وصفها بعض الرؤساء. ستكون هناك أوقات عصيبة، وما يزيدها صعوبة الا انتقاد الذي قد تظنه غير منصف، لست جيدا كفاية لأُقدم لك النصيحة، لكن لا تجعل النقاد 
يثبطون عزيمتك أو يجعلونك تتراجع، ستكون رئيسنا عندما تقرأ هذه الرسالة، أتمنى الصحة لك ولأسرتك. نجاحك الآن هو نجاح الدولة. وانا اؤيدك بقوة. بالتوفيق. جورج.
 
من ريغان الى بوش الأب
وكان رونالد ريغان قد كتب عام 1989 رسالة الى جورج الأب جاء فيها، عزيزي جورج: ستكون لديك لحظات تريد فيها استخدام هذه القرطاسية الخاصة. 
حسنا اذهب إليها. جورج، أنا أثمن الذكريات التي تشاركنا بها، وأتمنى لك كل الخير. ستكون في دعواتي. باركك الله أنت وباربرا. سأفتقد غداءنا يوم 
الخميس. رون.