بغداد/ الصباح
المسرح عبارة عن سفينة كبيرة لم تكتمل بعد.. يبدو ضلعها الأكبر في عمق المسرح ممتدّا إلى جانبيه.. هناك بعض الحبال تتدلّى من أماكن مختلفة وقد عُلّقت على بعض منها ألواح خشبية... عمود كبير في وسط المسرح والى جانبه تتدلى قطعتان خشبيتان مدوّرتان.. بهذه السطور يدخل الكاتب حسين السلمان/ وهو كاتب ومخرج سينمائي، نصّاً لمسرحية (نوح) الاولى في كتاب "مهلا.. أيّها الفرح"، الذي صدر حديثاً عن دار النسيم للنشر
والتوزيع.
ويكشف الفنان الكبير الدكتور سامي عبد الحميد في مقدمة الكتاب عن طغيان عنصر السرد على أسلوب كتابة نصوص الكتاب، وابتعادها قليلا عن الأفعال المحركة للأحداث، او الاصح للأفكار، إلّا أن هناك متعة توفرها للقارئ، ولكنّها عصية على المنتج المسرحي وتحتاج إلى حرفية عالية عند وضعها على خشبة المسرح، وتجسيدها سمعيا وبصريا وحركيا. ولأن "حسين السلمان" فنان سينمائي فقد وجدت من دواعي مهنته أن يدخل مقاطع من أفلام سينمائية تعرض على الشاشة عند عرض المسرحية على المسرح.
يضم الكتاب ١٣٩ صفحة من القطع المتوسط، توزّعت بين أربعة نصوص مسرحية، ومن أجواء نص "أبناء الجمهوريات"، قائلا: المسرح عبارة عن غرف بيضاء متداخلة الواحدة في الأخرى لتشكل حالة فيها من الغرابة والدهشة، وهي ربما تشبه إلى حد كبير مستشفى او جزءا معينا منه، انها حالة لا تقترب من الواقع لكنّها جزء منه. مجموعة من الأّسرة والافرشة البيضاء تنتشر هناك وهناك. بعض الأشياء المعلقة فوق الاسرة. حركة سريعة لمجموعة شخصيات تتقاطع في حركتها وتختلف في حالاتها النفسية. شيء ما يشبه الهلع والفزع يعم المسرح بكامله، أصوات تشبه الانين البشري.. صراخ قوي متقطع.
أما في نص مسرحية "رحلة الطيور"، فيسرد الكاتب قائلا: غابة او بستان جميل تنتشر على أغصان أشجاره مجموعة من الطيور، وقد بدا عليها التعب والارهاق. بعض منها ينزل إلى الأرض بحثاً عن الطعام.. وقسم آخر تبدو عليه علامات الحيرة والحزن... من بين تلك الأشجار يدخل الراوي إلى المسرح.. وهو رجل في الخمسين من عمره مرتديا ملابس أنيقة وجميلة.