اختفاء القرداتي من شوارع بغداد وبيروت

ثقافة شعبية 2020/12/26
...

 بيروت: غفران حداد 
 
 
لم تكن مهنة التسول التي نراها اليوم على الطرقات البيروتية هي المهنة الأقدم للمتسولين وهم يلحون علينا بشراء مناديل او علكة، لا.. بل سبقتها مهنة القرداتي الذي يتسول بأناقة مع صديقه القرد الذي دربه ليقوم بحركات غريبة مضحكة عندما يخاطبه قائلاً: "قوم ع حيلك يا قليل المروة، سلّم ع ستِّك العجوز وبوس إيدهايلا، وفرجينا هلا كيف بتعجن الصبية وكيف بتعجن العجوز..." والقرد على ايقاع الدف يؤدي حركات بهلوانية، مستجيباً لطلب القرداتي.
يؤكد الحاج عادل كريم صائب( أبو أحمد)، صاحب محال لبيع القرود الصغيرة الحجم والحيوانات الاليفة في مدينة بعلبك، خلال اتصال هاتفي عبر الواتساب: انها "مهنة عرفت في مصر منذ 1890 ولم تندثر، لا تزال موجودة على نطاق ضيق في الأعياد والموالد والاحتفالات الشعبية، يحترفها الصعايدة في شوارع حلوان والاسكندرية والمناطق الشعبية المصرية، لجذب الأطفال وذويهم بهدف كسب المال وانا رأيتها خلال سفري آخر مرة لمصر في ايام عيد الاضحى عام 2017"، متابعاً: " يقوم القرداتي بالعزف للقرد الذي يرقص ومعه الحمار لإضحاك الحاضرين لكسب العيدية في أيام العيد ".
وأشار الى انها :"ظهرت في لبنان عام 1925والقرداتي يتنقل من ضيعة الى اخرى، مشياً على الاقدام وأجوره ليرة أو قمح أو حفنة رز او مناقيش الزعتر والجبنة، لسد رمق جوعه وجوع القرد".
في بغداد تقول المحامية منيرة سعد عبد الواحد: "طفولتي في الفضل، وأتذكر القرداتي حمد أبا فيصل.. جارنا، يقدم عرضا عصر كل يوم، ونعطيه فلسا ثمن العسلية الملونة على الطحين من صينية الخالة أم شيماء التي تفترش الزقاق الضيق" مبينة: "يسمونه (ابوالشوادي)، يسأل القرد: اشلون يمشي السكران؟ فيجيبه بالمشي مترنحاً".