بغداد / مهند عبد الوهاب
تمثل لجان الصداقة النيابية مع البرلمانات العربية والاجنبية بوابة مهمة من بوابات الانفتاح العراقي باتجاه العالم، لما لها من دور مهم في تطوير العلاقات مع العالم بما يعزز دور العراق الستراتيجي امنيا واقتصاديا وسياسيا والتمهيد عبر البرلمان لإبرام اتفاقيات وتفاهمات في مختلف المجالات.
ويسعى البرلمان خلال الفترة المقبلة الى تفعيل الدبلوماسية البرلمانية بموازاة الرسمية من أجل تقريب وجهات النظر مع البرلمانات الاخرى والاستفادة من خبراتها في مجالات التشريع وتبادل الثقافات وتفعيل الدبلوماسية الشعبية.
دبلوماسية رديفة
وتؤكد لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب أهمية لجان الصداقة البرلمانية باعتبارها الذراع الدبلوماسية المهمة التي تدعم الدبلوماسية الرسمية.
وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية مثنى أمين لـ"الصباح": إن "العلاقات الدبلوماسية تنقسم الى أنواع، وتعد الدبلوماسية الرسمية من أهم تلك الأنواع، وهي التي تتبع الحكومة عن طريق وزارة الخارجية أما الرديفة لها فهي الدبلوماسية البرلمانية وهي من العناصر الأساسية للانفتاح على العالم وبناء علاقات وشراكات مع دول العالم".
وأشار أمين، إلى أن "لجان الصداقة البرلمانية هي الذراع الاساسية في العلاقات الخارجية، وانفتاحها على برلمانات العالم والتواصل معها يكون من أجل تبادل الخبرات وتشجيع البرلمانات النظيرة على أن تتفاعل مع الاتفاقيات بين دولتنا والدول الاخرى من خلال الحكومات والتي هي بحاجة الى مصادقة من برلماناتها"، مضيفاً أن "لجنة العلاقات الخارجية ستبني علاقات صداقة مع معظم دول العالم التي فيها بعثات دبلوماسية دائمة، وسنسعى الى التعامل مع لجان للصداقة ليس لنا فيها بعثات دبلوماسية من خلال تقرير موقف وزارة الخارجية، اقتصاديا، تجاريا، ثقافيا، امنيا، لذلك تقتضي الحاجة الى أن نتواصل من أجل دعم القضايا العراقية".
وأضاف، أن "لجنة العلاقات الخارجية بصدد تقسيم لجان الصداقة وإشراك كل أعضاء البرلمان بشكل عام، وستكون رئاسة تلك اللجان من أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بحكم التخصص، وعضوية اللجان ستكون مفتوحة لأعضاء اللجان التي لها علاقة مع اللجان الدولية، ومنها قضايا، المياه والزراعة والتجارة والاقتصاد والدفاع والنفط والطاقة"، وبين أن "كل الاموال التي ترصد لدعم العراق ترصد من موازنات الدول ومن خلال التشريعات البرلمانية لها والتي تقر من مجالسهم التشريعية، اضافة الى أن لجان الصداقة أحد أهم الروافد لتذليل الصعوبات والضغط على دول العالم من أجل تقريب وجهات النظر".
وأشار أمين، إلى أن "بناء لجان الصداقة سيعطي للجهاز التشريعي خبرات في علاقاته مع العالم ويسهم بتبادل الخبرات مع البرلمانات الدولية، اضافة الى أن العراق بصدد تعديل النظام الداخلي ولابد من الاستفادة من الخبرات العالمية وكيفية صناعة النظام الداخلي بحيث يكون متوافقاً بشكل أفضل".
ثقافات الشعوب
من جانبها، بينت عضو لجنة العلاقات الخارجية إقبال عبد الحسين، أن "بناء لجان الصداقة هو عرف دبلوماسي مهم جداً في تقريب وجهات النظر بين الدول، إضافة الى أنه يمثل ذراعا مهمة في تذليل الصعوبات"، مشيرة الى أن "لجان الصداقة العالمية تمثل الركيزة الاساسية في بناء وتوطيد العلاقات بين البلدان".
وأشارت النائب، في تصريح لـ"الصباح"، إلى أن "لجان الصداقة تمثل جزءا مهماً من تبادل العلاقات الدولية والاطلاع على ثقافات الشعوب"، مبينة أن "لجان الصداقة تمثل العلاقات الشعبية بين البلدان على اعتبار أن البرلمان هو ممثل الشعب، لذلك تعد هذه اللجان جزءا مهما من التعرف على ثقافات الشعوب".
وأكدت عبد الحسين، أن "لجان الصداقة، من شأنها توضيح الاشكاليات التي تواجهها العلاقات العامة مع الدولة وتستطيع أن تقرب بها وجهات النظر، ومن الممكن أن تتواصل مع اللجان العالمية الأخرى لتوضيح حقائق معينة ربما لا يستطيع الاعلام أن ينقلها".
رؤى ستراتيجية
عضو لجنة العلاقات الخارجية رامي السكيني، لفت إلى أن "لجان الصداقة قضية بروتوكولية تعزز الرؤى الستراتيجية بين البلدان، ولجان الصداقة في لجنة العلاقات الخارجية وزعت بمراعاة مفردة الخبرة"، مشيرا الى أن " لجان الصداقة البرلمانية تعزز حضور العراق في العالم بالرغم من الظروف الامنية والسياسية والاقتصادية". وأضاف السكيني في تصريح لـ"الصباح"، أن "استجابة لجان الصداقة العالمية كبيرة جدا، خاصة وأن لجنة العلاقات البرلمانية عززت علاقاتها مع العديد من دول العالم من خلال لجان الصداقة البرلمانية التي تعد بابا مهما من أبواب التقاء الثقافات"، مشيراً إلى أن "وجود اللجان يعزز حضور العراق عند دول العالم، وتعد هذه اللجان من الاذرع المهمة لدعم العراق دبلوماسيا وسياسيا واقتصاديا".