تنامي الطلب على الفحم في العام 2021

اقتصادية 2020/12/30
...

 ترجمة: شيماء ميران
 
وفق تقرير جديد صادر عن الوكالة الدولية للطاقة (IEA)  فمن المتوقع أن يقود تعافي الاقتصاد العالمي عام 2021 إلى انتعاش قصير الأمد في الطلب على الفحم، عقب الهبوط الكبير في العام الحالي بسبب جائحة كوفيد- 19. ومع أنه من المتوقع إنخفاض استهلاك الفحم عالميا بشكل ملحوظ في السنين المقبلة، لكن الطلب سيرتفع في بعض الاقتصادات الآسيوية مقابل هبوطه في مناطق آخرى، ومع أن الفحم هو المصدر الأكبر لانبعاثات الكاربون المرتبطة بالطاقة العالمية، 

حتى الآن، فإن الاتجاهات المحددة في التقرير تشير إلى تحد كبير في الجهود المبذولة، لوضع هذه الانبعاثات في مسار يتوافق مع أهداف الوصول إلى مناخ وطاقة مستدامة.
وبحسب الإصدار الأخير لتقرير السوق السنوي لوكالة (IEA) لعام 2020، فقد شهد العامان الماضيان هبوطا تاريخيا في الطلب العالمي على الفحم، تقدمه هبوط غير مسبوق في أميركا وأوروبا. وكان السبب الرئيس لهبوطه الذي بلغ 1.8 بالمئة في العام الماضي، هو ضعف النمو في الطلب على الكهرباء وإنخفاض أسعار الغاز الطبيعي، وتشير التخمينات الأخيرة لوكالة (IEA) إلى أن الطلب عليه قد هبط الى أكثر من 5 بالمئة خلال العام الحالي إثر التداعيات الاقتصادية الناجمة عن كوفيد - 19.
يقول مدير أسواق الطاقة والأمن لوكالة (IEA) كيسوكي ساداموري: “لقد أعادت أزمة كوفيد- 19 تشكيل أسواق الفحم العالمية بالكامل، فقبل الجائحة توقعنا انتعاشا بسيطا في الطلب على الفحم للعام 2020، لكننا شهدنا منذ وقتها أكبر انخفاضا في إستهلاكه منذ الحرب العالمية الثانية، وكاد يكون الهبوط شديدا، لولا الانتعاش القوي للاقتصاد الصيني، الذي يعد أكبر مستهلك للفحم في العالم، في النصف الثاني من العام”.
وبالاعتماد على افتراض تعافي الاقتصاد العالمي، توقع تقرير(IEA)  ارتفاع الطلب على الفحم لعام 2021 بنسبة 2.6 بالمئة، مدفوعا بطلب أعلى على الكهرباء والإنتاج الصناعي، وتمثل اقتصادات الصين والهند وجنوب آسيا معظم النمو، وربما تشهد أميركا وأوروبا أيضا أول زيادة لهما في استهلاك الفحم، منذ ما يقارب عقدا من الزمن. ومع أنه لا يزال توقع بقاء الطلب العالمي عام 2021 أقل من مستويات 2019، وحتى أقل إذا لم تتوافق افتراضات التقرير مع الطلب على الكهرباء أو أسعار الغاز الطبيعي. ومن المتوقع أن يكون انتعاش الطلب على الفحم عام 2021 قصيرا، وتلاشي استخدامه بحلول 2025 بنحو 7.4 مليار طن، ما يجعل 2013 هو أعلى مستوى حققه، إذ وصل وقتها إلى 8 مليارات طن. وبينما يسهم هبوط الفحم المتواصل في دمج الكهرباء ومجمل الطاقة، فإستخدام الفحم بأرقام مطلقة لم يُهيئ لهبوط سريع في المستقبل القريب.
يقول (ساداموري): “إن المصادر المتجددة في طريقها لتجاوز الفحم كأكبر مصدر للكهرباء في العالم بحلول عام 2025. ومن المرجح أن يتجاوز الغاز الطبيعي الفحم كثاني أكبر مصدر للطاقة الأولية بعد النفط، لكن مع توقع استمرار الطلب الثابت على الفحم أو تناميه في الاقتصادات الآسيوية الكبرى، فلا توجد إشارة إلى تلاشيه بسرعة”. سيتم تقرير مستقبل الفحم إلى حد كبير في آسيا. فاليوم تمثل الصين والهند 65 % من الطلب العالمي على الفحم، وبتضمين اليابان وكوريا وتايوان وجنوب شرق آسيا ترتفع النسبة إلى 75 %. وستكون الصين مؤثرة خصوصا أنها تمثل نصف إستهلاك الفحم العالمي، ومع حلول 2025، ستشكل أميركا والإتحاد الأوروبي أقل من 10 % من طلب الفحم بعد أن كانت تمثل 37 % عام 2000. وهذا سيحد جدا من تأثير أية تغييرات آخرى على الطلب في هذه 
الأسواق.
 
عن الوكالة الدولية للطاقة