سجاد ديلافروز.. نجم بوليوود المقبل بقوة

بانوراما 2021/01/12
...

ديفد توسنغ
ترجمة: بهاء سلمان
قبل أن يعرف بكونه النجم الشرير لفيلم بوليوود لسنة 2017 الشهير “النمر على قيد الحياة”، كان سجاد ديلافروز موظف تسويق صغيرا يقيم في مدينة أبو ظبي. وبينما كان لعالم الأفلام مكانه خاصة في قلبه، يقول أنه لم يجرؤ على التوجه للعمل بهذا المجال؛ أو بلا سابق تخطيط.
 
أيضا، كان هناك بعض التوقعات من الأسرة. يقول ديلافروز: “عندما تكون من قرية صغيرة مثلي، سيكون للنجاح معنى مختلف؛ فبالنسبة لعائلتي، معنى النجاح هو وظيفة في دائرة ما، امتلاك سيارة، أو منزل، وتكوين أسرة. إذا امتلكت هذه الامور فأنت تعد من الناجحين”.
ويقول ديلافروز، الذي انتقلت أسرته الى مدينة الشارقة من ايران عندما كان بعمر سنتين، إنه عمل لتحقيق كل ذلك، لكنه وجد نفسه يدور في دوامة. “بحلول 2011، أكملت دراسة الماجستير وحصلت على وظيفة تسويق محترمة بمدينة أبو ظبي، لكنني كنت أشعر بملل كبير في حياتي، وعلمت أنني كنت مجبرا على تأدية الأعمال بخلاف إرادتي”. 
ورغم اعتراضات أسرته، ترك ديلافروز وظيفته بعد سنة، وبدأ يعمل عارض أزياء بدوام كامل لكي يدفع فواتيره. كما كان يرسل رسائل الى وكلاء التمثيل والانتاج في بوليوود، ووصل به الأمر الى السفر الى مومباي سنة 2014 على أمل الحصول على فرصته الكبرى ويعلق عليها بالقول: “كانت حركة شجاعة حينها لأني لم أكن أتكلم الهندوسية الا قليلا جدا، لكنني كنت مصمما للغاية، فذهبت وطرقت أبواب وكالات مختلفة كل يوم، مطالبا بتحديد موعد لاجراء اختبار تمثيل”.
وجاءت الفرصة عندما حصل ديلافروز على مبتغاه، فخلال السنة نفسها، مثل دورا صغيرا كطبيب في أحد الأفلام التي حققت نجاحا كبيرا، وتم تمثيلها في مدينة أبو ظبي. لكن تطلّب الأمر سنتين أخريتين، مع مزيد من الاخفاقات وخيبات الامل، قبل أن ينال فرصته الكبرى في بوليوود من خلال فيلم “النمر على قيد الحياة”
 
اتصال الأمل
يتابع ديلافروز: “تلقيت مكالمة سنة 2016 من شركة ياش راج للأفلام، طلبوا مني فيها تجربة دور الشرير. كان الأمر بمثابة تسديد مستحقات جهود السنين الخمس الماضية وتضحياتها، ولم أكن لأدع الفرصة تذهب مني. فرفضت كل العروض الأخرى الخاصة بالترويج الاعلاني، وأطلقت لحيتي، وتعلّمت الهندوسية وبدأت أرسل للشركة أشرطة بشكل منتظم”.
وبعد ثلاثة أشهر من أداء الاختبارات، أبلغ ديلافروز بترشيحه للعب دور “أبو عثمان”، المتطرّف الذي يحتجز ممرضات هنديات في العراق. كان الفيلم، الذي مثله سلمان خان وكاترينا كيف كعميلين خاصين مكلفين بانقاذ الممرضات، فكان أحد أنجح أفلام سنة 2017. وبتصويره داخل أبو ظبي، حقق الفيلم أكثر من 87 مليون دولار، ليسجل من بين أكثر أفلام بوليوود كسبا للايرادات في التاريخ.
مدح ديلافروز على تجسيده لشخصية أبو عثمان، وصار وجها مميّزا في الهند بين ليلة وضحاها. وبحلول سنة 2018، ومع شهرته الجديدة وثقته بنفسه، قرر مغادرة دولة الإمارات والاستقرار في مومباي: “لقد أعطيت للدور كل ما أملك، وليس من السهل أن تتم ملاحظة أي شخص آخر في فيلم بطله سلمان خان، لكن الكثيرين أثنوا على دوري، وكان أمرا يحسب لي”.
يشعر ديلافروز بالسعادة بما أوصلته مهنته في بوليوود من رقي، لكنه يؤكد أنه ما زال في البداية: “لم أحقق حتى واحدا بالمئة مما أردت انجازه.. أنا واضح تماما لما أريده، وسأفعل ما بوسعي لتحقيق ذلك.. حاليا مستقر في مومباي، لكنني أرى نفسي فنانا عالميا، ورغبتي هي العمل مع مختلف شركات الانتاج السينمائي حول العالم”.
 
تلاقي الثقافات
وينسب ديلافروز، 37 سنة حاليا، الى نشأته في دولة الامارات، كونها التي مهدت له الطريق نحو بوليوود: “تعلّمك الامارات القدرة على التواصل مع الجميع، ففي كل يوم تفتح بابك ترى فيه عشرة أشخاص مختلفين من أعراق مختلفة ولغات لا تتكلمها. أما أنا فقد نشأت وسط مجتمع هندي، ولعبت الكريكيت، وخلال تسعينيات القرن الماضي، شاهدت القناة 33 عندما كان يعرض فيلما هنديا كل ليلة خميس. كنا ننتظر تلك الليلة أسبوعا كاملا، وكانت تلك الامور التي أنشأت الحب والفضول لبوليوود عندي”.
مؤخرا، كن ديلافروز في مدينة دبي لاطلاق شريط فيديو موسيقي قام بإخراجه لصالح المطرب الهندي زاك زورو المقيم في الامارات، وتم تصويره خلال ثلاثة أيام، ويشير الى ولعه بالعمل في الامارات: “لدينا الكثير جدا من الموهبة هنا. 
كان فيلمي الأول الذي حمل عنوان “الاختيار” فيلما اماراتيا، ونحن حاليا بمحادثات مع مستثمر لصناعة فيلم اماراتي. نحتاج المزيد من الأفلام التي يمكن تمييزها في محافل المهرجانات الكبرى، وبمجرّد امتلاكنا لهذا التميّز، ستقدم إلينا السينما التجارية. وأنا أحب العمل في أفلام عربية، أيضا”.
بالنسبة لبوليوود، سيشهد العام الحالي مجالا مختلفا، بحسب ديلافروز: “سيتم تقديمي بشكل مختلف عن كوني ممثلا، غير أن كل ذلك يعتمد على الوضع الراهن الخاص بجائحة كورونا، فقد كان من المفترض تنفيذ المشروع خلال العام الماضي، لكنه تأجل الى العام الحالي”.
ربما اختار ديلافروز مهنة مختلفة، رغم أن أسرته فخورة به: “إنهم لا يعرفون من هو سلمان خان، لكنهم فرحون لكوني أعمل وأدفع فواتيري”، ويبتسم مختتما: “بعضهم ليس فرحا لأنني لم أتزوّج حتى الآن”.
 
صحيفة ذا ناشينال