حين تظللك نخيلُ أبي الخصيب، تتشمم عطر أيام السيّاب في بيته القديم، وتجد نفسك مبتهجاً، ليمتزج احتفاء منتدى السيّاب الثقافي بالقاص باسم القطراني، يوم الجمعة الماضي، في جلسة مميزة تناغمت فيها كلمات القصص ببهجة المكان.
أدار الجلسة القاص نبيل جميل، مفتتحاً تقديمه بسيرة المحتفى به واصداراته بقوله: بعد فترة التغيير 2003 ظهرت اسماء كثيرة، لكن السؤال هو من سيترسّخ في الذهن الكم أم النوع ومن سيدخل ضمن دراسات النّقاد المؤرخين للنتاج القصصي العراقي. ثم تحدث المحتفى به عن ذكرياته في ابي الخصيب إذ أمضى بعض سنوات دراسته فيه، ثم قرأ بعض قصصه القصيرة.
بعدها بدأت الدراسات النقدية والمشاركات، وكان أول المتحدثين القاص والروائي جابر خليفة جابر الذي وصف المحتفى به من مدرسة السرد البصرية، متناولاً بعض قصص قصيرة وهي: "الفرمان" وهي تمثل صراع التطور والجمود، أما قصة "المجنون والدش"، وهنا في هذه القصة يكون الأمر معكوساً وكأنّها الوجه الآخر لقصة "الفرمان".
وشارك الأديب عزيز داخل بورقة قال فيها: في قصص مجموعة القطراني "قبل نهاية العالم بدقيقة" حيث أوضح: مجموعة نهاية العالم قبل دقيقة هي احلام يومية مكبوتة من خلال الحلم واليومي والكبت استطاع ان يوصل رسالته بحلم ويقظة يومي ودهري مكبوت ومفضوح وفي ذلك دلالات وان اختلفت في المسمى لكنها تشابهت في تثبيت الرؤى التي حلّت بالروح العراقية عبر سنوات.
وتحدث القاص والروائي ياسين شامل في الجلسة قائلاً: إنّها مجموعة قصصية عراقية تستحق تسليط الضوء من قبل النقاد، لما تمتلكه من جهد مميز، لقاص قد تمكن من أدواته الفنية، وأدرك كيف يتعامل معها .
وتقدم الأديب ناظم عبدالوهاب المناصير بورقته التي تناولت: لاتستطيع فينا كل الذكريات أن تنهش منّا حكايات وهجرات السنين حتى الشوارع باتت كخيط ذكرى واهن تتعطل فيه ومنه الأفكار وتخنق أعناقنا قبضةُ سلاسل، والطائر العاري يموت في قارعة الأمل ..
واختتم الأديب داود الفريح المداخلات والقراءات بقوله:
لقد اختار القاص باسم القطراني في اصداره الأخير عنواناً تعجبياً (قبل نهاية العالم بدقيقة) هذا العنوان المميز يحمل في معناه العديد من التساؤلات، والعديد من الإيحاءات الفكرية والتخييلية، وهذا ما جعلني أقف كثيراً.