يقدم الاصدار الجديد لمجلة "شُرفات" التي تُعنى بحداثة الأدب والفن والمعرفة تشكيلة من الدراسات والنصوص الشعرية والسردية المختلفة.
يلقي رعد فاضل، وهو من أمناء تحرير المجلة في زاوية شرفتنا الضوء على سياسة الاختلاف، ألّا وهي الأضداد، وكيف أن الضّدية (إبداعياً) في رأيه مسافة توتر خلّاقة ينهض فيها التنوع والاختلاف. لكنّها عندنا لا تزال نوعاً من الصراع.
إنّ الحوار أو حتى الصراع نفسه ليكون في الأقل تنويريا، إن لك أقل أصيلا وتجديديا في آن معاً ليكون مبتكراً. متذكرين في حوارنا هذا أن التقاليد الانسانية كلها، بخاصة الثقافية منها، تركيبات شكلية وطرق تعبير وأساليب وموضوعات. لا بدَّ أن تنالها يد التعديل او الابتكار او التجاوز دائما، لأن ذلك ببساطة هو منطق الطبيعة والحياة وحركة التاريخ، حسب
فاضل.
بعد افتتاحية شرفتنا، تتناول المجلة ملفاً خاصاً بهذا العدد تركز فيه على عامر جميل وهو حامل شهادة دكتوراه في الفلسفة، إذ يقدمه الناقد رعد فاضل قائلا: يكاد يكون من النادر أن نجد عندنا مُتفلسفا يكبّ على مشروع فلسفيّ جادّ وحقيقيّ في أيما حقل من حقول الفلسفة، أو في الأقل ليكون مشروع فيلسوف طمّاح إلى أن يكون فيلسوفاً حقاً، ولا أعني هنا عامر جميل من جهة كونه حامل شهادة دكتوراه في الفلسفة حسب، وانما لأنه يتوفر رؤية وأسلوباً واجتهادا على هذا المشروع، في إشارة إلى أن شرفات وقد تبنّت هذا الملف إلّا لقناعتها بأنّ عامراً لو لم يقيّض له هذا الرحيل المفاجئ المبكر لكان قد أنجز مشروعه الفلسفي الذي بدأه مع أبي يزيد البسطاميّ عبر جاك دريدا.
شارك في الملف الذي كان بعنوان (عامر جميل مشروع فيلسوف) كلٌّ من: د.بشرى البستاني، د.سامي محمد إبراهيم، د.فيصل غازي النعيمي، د.احمد موسى المسعودي، جعفر الشيخ عبوش، د.بشّار نديم الباججي، د.رسول محمد رسول، علي محمد اليوسف، فتحيه دبش، د.هجران عبد الاله الصالحي. أما الشهادات فقدمها كلٌّ من: د.قيس عمر، بشار جميل الراشدي، جابر خليفة جابر، د. بتول البستاني، احمد جار الله ياسين.
وقد طرحت المجلة مجموعة من الدراسات، منها: الحكاية تفضية مكانيّة للناقد ياسين النصيّر، القصيدة السردية، قراءة في (مخطوطة المحنة) للدكتور قيس كاظم الجنابي، عن الألم الذي لا تمحوهُ الحرية.. الشاعرة في سوق السبايا، للدكتور حاتم الصكَر، استعادة محمود جنداري.. الكتابة الضد وظاهراتية الوعي للناقد علي حسن الفوّاز، وكتابة السلطة وسلطة الكتابة لباقر جاسم محمد.
ومن النصوص الشعرية، أساطير يومية للشاعر إبراهيم البهرزي، قصيدة آدم، فردوس أرضي للشاعر بهنام بردى، كل الكلمات لها بغداد للشاعر فيصل جاسم، ايقونات من المتحف الشخصي للشاعر شاكر مجيد سيفو.. أما في السرد فقد قدم ثامر معيوف قصّتين قصيرتين، وقصة البوابة لفارس سعد الدين السردار. وكان هناك أيضا في المجلة حوارية مع الناقد والروائي عباس عبد جاسم بعنوان (ثغور النقد/ خيول الناقد). في حين ركزت صفحات غاليري شرفات على سيمائيّة التكوين في أعمال الفنان التشكيلي محمد بحر.