أستاذ يورث ابنه ملحمة شعريَّة.. الأولى من نوعها في العراق

منصة 2021/01/29
...

  بغداد: علي غني
 
كشف وليد خالد الموظف في وزارة الصحة ابن المرحوم الأستاذ خالد سلمان الدليمي عن أن والده قد ورثه بعد موته ملحمة شعريَّة تقفل حسب الحروف الأبجديَّة في اللغة العربيَّة تجسد مرحلة من تاريخ العراق وتعد الاولى من نوعها في الأدب العراقي.
الأدب الملحمي؟
إنَّ نشر هذه الملحمة في العراق سيجعله في عداد الدول التي لديها ملاحم شعريَّة، وهي بذلك تنقل الأدب العراقي الى مرحلة جديدة لأنها تجسد تاريخ العراق للحقبة الماضية بكل ما فيها من مآسٍ وحوادث، وهي مدونة بلغة عربية أصيلة (وتقفل حسب الأحرف العربية من أ، ب، ت، ث، ج، ح، خ.. إلى ي)، وتضم ملحمته الشعريَّة نحو ثلاثة آلاف بيت شعر متنوع منها (للنبي محمد صل الله عليه واله وسلم)، وللجواهري وغزل وأغراض أخرى متنوعة
 
من هو خالد سلمان؟
ولد الشاعر خالد سلمان عبد حبيب علاوي الدليمي في محافظة بابل (قرية كويرش) وعاش حياته كلها في العراق، وتلقى تعليمه في مدرسة البو مصطفى الابتدائية عام (1940 – 1946) بعدها تلقى تعليمه المتوسط منذ العام 1946، في حين التحق بقسم اللغة العربية في كلية الآداب الجامعة المستنصرية عام 1967 وقبل التحاقه بالجامعة المذكورة اعتقل عام 1963 وعمل بالتدريس في مدارس بابل وعند انتقاله الى بغداد درَّسَ في ثانويات (الثورة، مدينة الصدر حالياً، الأمين والقادسية) وقد تخرج على يديه مئات المبدعين من الصحفيينً والشعراء والروائيين والنقاد، وكان عضواً باتحاد الأدباء العراقيين وعضواً بجمعيَّة المؤلفين العراقيين، له قصائد نشرت في عددٍ من صحف عصره وأخرى أذيعت من إذاعة بغداد في حياته وعدد من القصائد المخطوطة، كما صدرت له سنة 1959 مجموعة قصصيَّة بعنوان (الجرحى) طبعه في مطبعة المعارف، وقام المستشرق الروسي (جيكوف) بترجمة الجرحى الى اللغة الروسية وفازت بالمركز الأول.
توفي في العام 2001 في بغداد تاركاً وصية لأولاده بنشر نتاجاته لتستفيد منها الأجيال القادمة، فصدر له بعد موته ديوان (عراك) وهو يمثل الجزء الأول، بينما ينتظر الجزء الثاني النشر، لديه صفحة على معجم (البابطين، وعلى الفيسبوك).
 
نماذج من شعره!
(تمائم عفارم)
واقعوا حفاة كان يبدو (عفارم)…… لمجمعهم نجما ضياه سنيج
يصول ومن يجرأ يقول عفارم…… كفى ولنتن السمل فيه اريج
ومط شفاها حول ادرد منتن……… وقار بشعث للصغار حجيج
وقال كليما استفز بأمسه……… بادرد راخ في الهراء يموج
لاعور مكروه يغيب عنكم………  فرحت وفرحي للغياب زلوج
فمزهر ذاك الكلب ماعاش غصة… سيسلب أخرى والدعاء الوج
نموذج آخر (ميلاد النور) قصيدة مهداة للمصطفى محمد (عليه وعلى آله السلام)
لما أطل وليد شاء باعثه… ان يفهم الناس ما الايمان ما الريب
هذا (محمد) سمى اللوح هادينا… هادي الشعوب ومنهم أهله العرب
فخر اليتامى وال العوز قاطبة… ان تصطفي الرسل منهم جل ان ندبوا
نموذج اخر بعنوان (انتخاب وال………)
مئات ألوف من الجياع تدافعوا… بهزج وجهل كلهم هب يرقص
وبعض تلوى يسرة يمنة يرى… أحقاً يذوق اللحم ماله يعرص
لامرة بعض من كبار ديوكهم… يدق حفاة فوق ترب ويحرص
وغامز عيدان وجال عفارم… ومن دون ندب ظل يحدو ويرقص
على ان علوان المتيم أن بدا… فمقع على بعد كأنه يفحص
وها هو ات فالغياب خيانة… يخاف كل يستريبه فحلص
يمارس حقا في انتخاب مقدساً… بحومته القانون والعرف يشخص
((لأجمل من ذا ان ارى فيه نسوة… تشارك تلكم والصفية ترقص)).
 
مصادفة!
بعد أربعين سنة خلت لألتقي بابن الأستاذ خالد سلمان الذي درسني اللغة العربية في ثانوية الثورة عام 1975 في أحد المراكز الصحيَّة في بغداد وبالمصادفة حكى لي عن ملحمته الشعريَّة، كان الأستاذ خالد رجلاً طيباً عرف عنه الإبداع في تدريس اللغة العربيَّة الى جانب وقوفه مع قضايا الطلبة المصيريَّة والقضايا الوطنية آنذاك، وتعدُّ ملحمته الشعرية فتحاً جديداً للأدب العراقي، ويمكن إضافتها للكتب المنهجيَّة لتدرس في مدارسنا.
وهناك معلومة مهمة أنَّ الأستاذ خالد سلمان كتب أكثر من مرة بأسماء مستعارة وفازت كتاباته بالمركز الأول، اعترف أنَّ الوفاء لمدرسنا الذي علمنا الحب والاحترام والإبداع واجب ودين يجب أنْ نرده إليه.