وسط منزلها القديم في مدينة حلبجة شمال العراق تعكف الخمسينية صبرية قادر على حياكة وتطريز ثياب النساء والأطفال بعدة نقوش وألوان، وعلى الرغم من فقدانها بصرها منذ ثلاثين عاما ما زالت أناملها تصر على مواصلة اهتمامها وشغفها بالتطريز والحياكة.
وتشير قادر مبتسمة الى «أن العمل ينسيها جزءا مما تشعر به من آلام ومعاناة تعيشها تحت سقف
المرض».
وتؤمن قادر من خلال عملها لقمة العيش لوالديها المسنين، وتبين أنها أقيمت لها العديد من المعارض الشخصية الخاصة بالحرف اليدوية كما شاركت في معارض فنية كثيرة.
وتمضي المرأة الكفيفة معظم وقتها في الحياكة، لتواجه ظروفها الخاصة ومن حين لآخر تستقبل جاراتها بوجه مرح، ليرتشفن أكواب الشاي الساخن، ويشاهدن ما أبدعته يديها من أعمال جديدة.
تمسك قادر ثوب لطفلة أنجزته للتو ليتفحصنه فيبدن النسوة إعجابهن، ويشجعنها على المضي بكلمات حماسية.
وتؤكد الحاجة أم تازان، إحدى جاراتها أن حبها للأعمال اليدوية كونها تحمل الدقة والجمال يجعلها كثيرة التردد على قادر، لتبتاع منها مختلف الثياب.
ومع اقتراب موسم الشتاء تتوقع قادر أن تزيد مبيعاتها، وتدعو ذوي الاحتياجات الخاصة بعدم الاستسلام، لأي ظرف كان والسعي دائما للبحث عن فرص عمل، والاعتماد على النفس كي لا يكونوا عبئا على المجتمع، والابتعاد عن التفكير بالماضي.
وتأمل قادر أن تزداد ورش الأعمال اليدوية في مدينتها، كونها تمثل المعيل الوحيد للكثير من الأسر المتعففة.