عمر المرأة الزمني لا يقاس بعدد السنين

اسرة ومجتمع 2021/01/29
...

  إعداد: اسرة ومجتمع
 
تشير إحدى الدراسات الاجتماعية الى أن العمر الزمني للمرأة لا يعبر تعبيراً كاملاً عن المستوى الصحي  والثقافي والاجتماعي والروحي والرياضي لها،  فمثلا العمر الطبي للمرأة لا يرتبط بعمرها الزمنى في أغلب الحالات، فعندما تعاني من آلام في ذراعها يمكن القول هنا إن العمر الزمني لكل أجزاء الجسم السليمة، قد يكون أربعون عاما، في حين أن العمر الزمني للذراع خمسين عاماً وينطبق ذلك على العمر العاطفي والثقافي والاجتماعي والنفسي والفني والعلمي والسياسي والتجاري والاقتصادي والعقلي والفكري.
لذلك تبقى المرأة حالة فريدة فى القدرة على التكيف والتغيير مهما تقدمت بها سنوات العمر، فالشباب والشيخوخة هما فى الواقع لا يرتبطان دائماً بعدد معين من السنوات، بل بحالة ذهنية ونفسية وبرغبة متواصلة فى اكتشاف الحياة وتعلمها وممارستها، فالعمر لا يقاس بعدد السنين التى عاشتها، ولكن ما تشعر به فعلاً، فقد تكون فى الأربعين أو الخمسين، ولكن تشعر أنها في الثلاثين، ومنهن من هي في مرحلة الشباب وتشعر أنها في التسعين من عمرها
ومن هنا يمكننا أن نستخلص قدرة المرأة على التكييف مع متغيرات الزمن وأن تحقق لنفسها التوازن والتكامل مع النفس والتكيف مع الآخرين وذلك عن طريق الاهتمام بسلامة الغذاء، وعدم إهمال القراءة، والاستثمار الأمثل لنتائج البحوث والدراسات العلمية، والاهتمام بالرياضة وتنظيم برامج ترفيهية وترويحية ومتابعة البرامج التلفزيونية والإذاعية والكتابات الصحفية والمؤلفات الثقافية الهادفة، التي تحقق للمرأة الاستفادة، والسعي الى حسن إدارة الوقت والأزمات، سواء في العمل أو المنزل، كما يجب أن تحصن المرأة نفسها من الغزو الثقافي الهدام والأجندات السياسية، كما ننصح المرأة بالابتعاد عن التدخين والمأكولات والمشروبات غير الصحية، والابتعاد عن المشاحنات والنكد والغيرة، مع عدم التأثر بالشائعات وتقليد الأخريات، وكذلك ان تكون بعيدة عن المشكلات النفسية والاجتماعية والصراعات وأصدقاء السوء والقضايا الجدلية، وأن تنمي وجدانها بالدفء العاطفي والترويح عن النفس المستمر والاستمتاع بالطرائف، والمشاركة فى برامج التنمية المجتمعية وتنمية مواهبها ومهارتها وأفراد أسرتها.
ويجب أن نعلم أن تقدم الأمم أصبح يقاس بمدى تحضر المرأة واستخدامها الأساليب العلمية الحديثة فى الحياة، والتزامها بدراسة وتطبيق علوم الاتيكيت والبروتوكول وقدراتها على المشاركة فى علاج مشكلاتها الشخصية ومشكلات المجتمع وتحقيق الرفاهية، فالعمر لن يمنع من العمل والإبداع والتألق والعطاء، فبقدر ما تعطين بقدر ما تواجهين خريف العمر وقلق النهاية، وبقدر ما تتعلقين بالحياة تتشبث الحياة بك.