وثيقة للخارجية الأميركية عام 1974لا تستمعوا لشتائم حكومة البعث.. إنهم راغبون بالتواصل معنا!

بانوراما 2021/01/31
...

 إعداد: الصباح
 
في البداية تتحدث الوثيقة عن البروبوغاندا التي يعتمدها النظام في بغداد تجاه الولايات المتحدة فتقول: “تستمر الطبيعة الشيزوفرينيَّة التي تعتمدها الحكومة العراقية في نهجها تجاه الأميركيين بطريقة تصاعديَّة غير مسبوقة”.
وتقول الوثيقة: “إنَّ الصحفيين الأميركيين والمجاميع الأخرى ما زالوا يتلقّون معاملة البساط الأحمر حين يصلون الى العراق، والمثال الأحدث هو زيارة وفد جامعي من رالي دورهام الأميركية مطلع آب.
وهو وفد متكوّن من 14 شخصاً.
ودفعت الحكومة العراقية كل تكاليف إقامتهم بما في ذلك جزءٌ من تكاليف سفرهم قدوماً من الولايات المتحدة.
وتلقّت هذه المجموعة إيجازاً عن المشكلة الكردية. ودفعت الحكومة العراقية مبلغ 45 ألف دولار تكاليف وفد آخر من جامعة شاو في كاليفورنيا”.
ويمضي التقرير تفصيلياً في شرح السلوك المتناقض بين التعامل الرسمي للسلطة العراقية آنذاك مع الجانب الأميركي الرسمي، في مقابل تعامل “سَخي” ومُسرف في الحفاوة مع الوفود غير الرسمية الأميركيَّة. ويقول التقرير إنَّ أي مسؤول عراقي أو مرافق عراقي لم يحضر الى حفل الاستقبال الذي نظّمته شعبة رعاية المصالح الأميركيَّة في العراق للوفد الجامعي الأميركي الذي كان يزور العاصمة العراقية آنذاك.
ويمضي التقرير بالقول: “في الجانب المظلم الآخر، ما زالت الحكومة العراقيَّة تمنع مشاركة الشركات الأميركية في المعارض التجاريَّة العراقيَّة، لكنّها سبق أنْ تعاقدت مع شركات أميركيَّة وحين يجري التعاقد مع مثل هذه الشركات، فإنَّ الإعلام الحكومي العراقي يشير إليها على أنها “شركات أجنبيَّة”، من دون أنْ يفصحَ عن جنسيتها.
وتعاقد العراق مؤخراً مع مجموعة (لومس ريب) الأميركية، بمبلغ 200 مليون دولار، لتطوير مجمع للصناعات البتروكيمياوية، واستقبلت رئيس الشركة بالحفاوة البالغة الموصوفة، لكنّها لم تشر الى الشركة في الإعلام إلا باسم (شركة أجنبيَّة)”. 
وفي النهاية، يستنتج التقرير الرأي التالي: “إنَّ الفجوة بين رغبة حكومة البعث في العراق في أنْ تعقد علاقات اقتصاديَّة وثيقة مع الجهات الأميركية من جهة، وأنْ تستمر في رفض التواصل مع الجهات الحكوميَّة الأميركيَّة من جهة أخرى، قد اتسعت بشكلٍ كبيرٍ خلال الأشهر القليلة الماضية.
وأنا أرى حتمية أنَّ نشجّع القطاع الخاص الأميركي على التواصل الاقتصادي مع حكومة بغداد، وكذلك باقي النشاطات غير الحكوميَّة. بينما تستمر الحكومة الأميركيَّة في تفادي المواجهة والتصعيد مع العراقيين، وأنْ نتجاهلَ البروبوغاندا الإعلامية العراقية التي تراها بغداد ضروريَّة لتأطير صورة موقفها أمام متلقي خطابها”.