أعلنت لجنة النزاهة النيابية، أنها حددت يوم غدٍ الأحد موعداً لعقد اجتماع استثنائي للنظر بالمجلس الأعلى لمكافحة الفساد الذي شكلته الحكومة وإعلان موقفها منه، ورحب أعضاء بمجلس النواب من مختلف الكتل بتشكيل المجلس داعين إلى تنفيذ خططه بصورة عملية وجادة، فبينما أكدت الهيئة السياسية للتيار الصدري دعمها للمجلس، رحّب تحالف البناء بتشكيله وحذر من العراقيل التي سيضعها الفاسدون في طريقه.

وكان رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي، أصدر يوم الثلاثاء الماضي، أمراً ديوانياً بالرقم (70) خاصا بتشكيل ومهام المجلس الاعلى لمكافحة الفساد.

وقال عضو اللجنة يوسف الكلابي في بيان تلقته “الصباح”: إن “اللجنة ستعقد اجتماعاً استثنائياً، (غداً الأحد) لمناقشة إعلان تشكيل المجلس الاعلى لمكافحة الفساد من قبل الحكومة”، وأضاف، ان “اللجنة ستعلن موقفها من تشكيل المجلس بعد الاجتماع”.من جانبه، كشف عضو اللجنة طه الدفاعي، عن عزم لجنته طرح أربعة ملفات مهمة أمام المجلس الأعلى لمكافحة الفساد، وقال في تصريح صحفي: إنه “سيتم طرح أربعة ملفات مهمة خطيرة أمام المجلس الأعلى لمكافحة الفساد أبرزها ملف مزاد العملة الصعبة واسترداد الاموال المهربة والمشاريع المتلكئة وملف عقارات الدولة”، مبيناً أن “الحد من الفساد يحتاج إلى تشريع جملة من القوانين الداعمة والساندة للجهات الرقابية الحكومية”.وأوضح، أن “تشريع قوانين النزاهة، والكسب غير المشروع، والمفتشين العموميين، سيعطي دافعاً أكبر للجهات الرقابية التنفيذية للقيام بواجباتها والحد من الفساد”، وأضاف الدفاعي وهو نائب عن تحالف الإصلاح والاعمار، أن “تحالفه داعم وبقوة لإقرار تلك القوانين خلال الفصل التشريعي الثاني لتعزيز سلطة المجلس الأعلى لمكافحة الفساد”.إلى ذلك، أعلنت الهيئة السياسية للتيار الصدري، دعمها “بقوة” للمجلس الأعلى لمكافحة الفساد، عادّة تصريح النائب عن سائرون صباح العكيلي برفض قرار تشكيل المجلس “يمثل الرأي الشخصي”، للنائب.وقالت الهيئة في بيان مقتضب تلقته “الصباح”: “ندعم المجلس الأعلى لمكافحة الفساد بقوة”، لافتة الى أن “تصريح النائب صباح العكيلي يمثل رأيه الشخصي”.

وكان النائب عن سائرون وعضو لجنة النزاهة النيابية صباح طلوبي العكيلي أبدى، أمس الأول الخميس، رفضه قرار رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بتشكيل المجلس الاعلى لمحاربة الفساد، عاداً إياه “بلا سند قانوني ومخالفا للدستور”، مشيراً الى أن “القرار سيعمل على سحب البساط من السلطة التشريعية ويسلب دورها الحقيقي في الرقابة”، بحسب تعبيره.النائب عن كتلة الاصلاح والاعمار ستار العتابي، وصف إعلان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي تشكيل ومهام المجلس الاعلى لمكافحة الفساد بأنه “خطوة شجاعة”.وقال العتابي في تصريح صحفي: إن “إعلان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي تشكيل ومهام المجلس الاعلى لمكافحة الفساد خطوة شجاعة باتجاه مكافحة الفساد”، مبيناً أن “البرنامج لو تم العمل به بشكل صحيح ومحاربة أوجه الفساد بشكل تفصيلي فسيعطي مردودات إيجابية للحكومة ويسمح بتحسين الوضع الاقتصادي للبلد لأن سياسات الفساد هي أسوأ ما يتعرض له الشعب العراقي”.

وأضاف النائب، أن “محاربة الفساد ستجعلنا قادرين على استثمار الموازنة على أكمل وجه وننهي السرقات وهدر المال العام للمضي باتجاه إنشاء مشاريع استثمارية وعمرانية تصب بخدمة المواطن وتعمل على توفير الخدمات”.

القيادي في تحالف البناء، النائب عامر الفايز، أكد أن المجلس الاعلى لمكافحة الفساد سيواجه تحديات كبيرة وعرقلة من قبل الفاسدين المتنفذين.وقال الفايز في تصريح صحفي،: إن “الفساد في العراق مستشر ومتجذر ولا يمكن القضاء عليه بقبضة أو قبضتين ويحتاج الى دعم سياسي وإرادة سياسية مخلصة”، وأضاف أن “المجلس الاعلى لمكافحة الفساد الذي تبناه مؤخراً رئيس الحكومة عادل عبد المهدي هو خطوة أولى بالاتجاه الصحيح، إلا انه سيواجه عرقلة من قبل الفاسدين المتنفذين”.وأوضح الفايز، أن “المتمرسين والمتورطين من الكبار سيحاولون مواجهة المجلس بكل شراسة”، مشيراً إلى أن “هناك مؤشرا إيجابيا هو وجود دعم مبدئي من قبل الكتل السياسية والبرلمان للمجلس”.بدوره، قال النائب عن تحالف البناء حسين اليساري: إن “اعلان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي تشكيل المجلس الاعلى لمكافحة الفساد خطوة مهمة والجميع سيكون داعماً لها، لكنه بحاجة الى اجراءات فعلية وواقعية على الارض من خلال خطوات موضوعية لإيقاف الفساد ومحاسبة الفاسدين”، مبيناً أن “التصدي لملف الفساد بحاجة الى مغادرة الامور والمعالجات الشكلية”.

وأضاف اليساري، أن “الشعب العراقي لا يريد الشعارات والمثاليات والشكليات بل يريد أن يشاهد عملا واقعيا وفعليا تظهر نتائجه على حياتهم اليومية من خلال تحسين الوضع المعاشي وتوفير الخدمات ومحاسبة المقصرين والفاسدين وإيجاد حلول جذرية لمشاكل البطالة”.