ما هي خطوات بايدن الضروريَّة تجاه العراق

منصة 2021/02/06
...

   إعداد/ الصباح
 
ليس هناك الكثير مما يمكن للرئيس بايدن أن يفعله إزاء سياسة واشنطن مع العراق بصورة عاجلة، هكذا تلخص افتتاحية "فاينانشال تايمز" رأيها في الخطوات المقبلة المستحقة على الإدارة الجديدة، يرث جو بايدن، الذي واكب عن كثب كل تفاصيل التورّط الأميركي في الشرق الأوسط خلال السنوات العشرين الأخيرة، مجموعة إجراءات اتخذها ترامب زادت من تعقيد المشهد، كما قللت من فرص إيجاد الحلول. 
لكن بايدن، المدفوع بإعلان واضح عن معارضة سياسات سلفه وما تسببت به، يبدو غير متعجّل على وضع قرارات سريعة، وبالأخص تجاه صناعة سياسة طويلة الأمد تلعبها واشنطن عبر وجودها في العراق.
ومن بين الخيارات المعلنة لإدارة بايدن في العراق هي تأكيدها على "دعم الاستقرار"، وهوهدف لم تعره إدارة تراب أهمية تذكر، بعد أن جاهرت بإمكانية استعمال العراق كساحة لمواجهة إيران (تصريح ترامب في 3 شباط 2019). أمّا هدف ترامب من زيادة الضغط على إيران فلم يتجاوز دفع خصمائها العرب في الخليج الى الانخراط في "صفقة القرن"، وتوقيع عقود هائلة للتسلح، مما جعل الشرق الأوسط يشبه الاسفنجة، التي تمتص فائض إنتاج الأسلحة في العالم.
يرجح د. ريتشارد فلاك (الباحث في العلاقات الدولية بجامعة برنستون) ان بايدن سيسعى الى"تلافي الاعتماد على سياسة خارجية تثير الجدل". وسيتفادى السقوط في التناقضات السياسية التي وقع فيها ترامب، من قبيل "التسامح المعيب" تجاه تورّط السعودية في مقتل الصحفي خاشقجي. ويقول إن سياسة التسليح الأميركية التي اتبعها ترامب مع أزمات الشرق الأوسط، جعلت من العراق ساحة مواجهة متاحة للخصماء، وهي سياسة لم تجر مراجعتها في واشنطن أبداً.
يتفق عدد من الباحثين مع رأي فلاك، بأن زيادة جرعات التسليح الأميركي عقّدت الوضع في اليمن، وزادت من الفوضى في سوريا، وهي لن تنفع العراق الساعي الى الاستقرار، وهو هدف أميركي معلن.
 يقول ديفيد كلاود، وهو مؤرخ للحرب في العراق، ويكتب للوس أنجلس تايمز عن الشأن العراقي: إن بايدن سيقف إزاء أسئلة الانسحاب الكامل من أفغانستان والعراق، فالأولى مهددة بالاختفاء كدولة لو انسحب الأميركيون تماماً. بينما ما زال استقرار العراق مهددًا، ويرجح استقواء الجهاديين الاسلاميين (داعش) في ما لو تم كامل الانسحاب من العراق، بالضبط كما حدث عام 2014.
لكن أول تقرير عسكري تلقاه بايدن عن خطوات الانسحاب هذه، جاء ليؤكد الشكوك التي تثار في الواقع عن نتائج الانسحاب الممكنة. 
فهل سيسعى بايدن الى بدائل (سياسية) تغطي الانسحاب العسكري من العراق؟. وهل لديه القدرة والغطاء السياسي، لأجل ان يعقد مع العراق صفقة طويلة الامد، تحقق الأهداف الستراتيجية الأميركية من جهة، وتحفظ العلاقات العراقية الاميركية من التوتر، وتبعدها(قدر الإمكان) من الأزمة المستمرة بين واشنطن وطهران، وإن كان هذا الأمر صعبًا للغاية.
ولإنجاز هذا الهدف الصعب، يحتاج بايدن الى غطاء سياسي في الكونغرس يقيه من ضغوط اللوبي الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه عليه ان يحقق نموا اقتصاديًا يغلق الباب أمام الفضاضة التي مارسها ترامب في سعيه الى ابتزاز دول البترول العربي.