{مع الأسف}

ثقافة شعبية 2021/02/06
...

 يوسف المحمداوي

حكاية من حكايات الانتفاضة الشعبانية عام 1991، كتبتها على سطح الدار بعد عودتي من سوق مريدي، الذي شهد انتفاضة اهل مدينة الصدر ضد الطاغية، تضامنا مع الثوار في المحافظات العراقية التي ثارت ضد النظام السابق، ونالت تلك المدن ما نالت من بطش وحوش البعث وجلاوزة الديكتاتور، إذ دفنوا الناس وهم أحياء، ولم يكتفوا بذلك الأمر بل شوهوا الطبيعة بعد أن جففوا الاهوار وجرفوا البساتين ودمروا المدن، فكتبت تلك الأحداث المأساوية قصيدتي"مع الأسف" في العام 1991.

مع الأسف.. دجلة خبط كل مايها وعالجرف عطشان السلف...
مع الأسف.. تنور والدتي هفت خلصت الجيمة والنخل عز السعف...
وشعب الملاحم عالحصص لازم سره يدور علف...
الماجدات بعاصمتنه مكحلة.. واوليد صبحة بهور العمارة هتف...
مع الاسف بغداد نامت من عصر...
والمدفعية للصبح دگت على اطفال النجف..
..............
همه الأجو والما أجو  شيطانهم باع الارض...
من وليّة المارينز ردينه ركض...
والجوع لاحگنه فرض...
حتى الخبز عز روحه ما يرضه اليلوجه بلا عرض...
وزينب يغازلها الشمر.. واحسين حشّم بالحسن ومابينه حر الينتفض...
مع الأسف.. احديثاتنه من جوعهن گامن يبيعن بالشرف
...........
ياهور ياعطر الگصب...
والله المسيح بخاطري توه انصلب...
وبدم ولدنه الدوري مدرّوش طرب....
والموت ديّان واجه يريد السلف... مع الأسف
واحديثة من صوب الألم.. ديرم شفايفها رجف....
وصاحت تحشّم الهور.. صم إذنه ونشف .. مع الأسف..
ياطاغية هذا العصر.. ما تنتصر... 
من شفت ماعون المضيف بحرگه ون ويّه الجدر...
ولمن نشيد النخل بالسعفة عزف...
وياه نشيد الهور بالبردي حلف...
ياطاغية هذا العصر ماتنتصر....
يالجنت بينه تنتحر... راحونه اهواي شكثر.. امحيّر الدنيا هالامر
اشگد رحنه عدك يالغري ... بس شوكثرنه يانجف...
أهل الجنوب من الله خالقنه حزن يتبع حزن...
بس ماتبدل هاوني لمن يرن...
سمره وتراچيها الصبر هاي المدن...
والشدة ميزان الوگف.. مع الأسف...
ياحوبّة مضيعّه ولد... ياشهگة مفارك بلد...
باجر تبين بيك يالصاير أسد..
ونشوف ياهو اهلاله بالتالي خسف.. مع الاسف 
مع الأسف...
دجلة خبط كل مايها وعالجرف عطشان السلف