الإجراءات الوقائيّة بين التهاون والتجاهل

ريبورتاج 2021/02/16
...

  آية حسين 
 
 
لم يعد فيروس كورونا يخيف العراقيين، مثلما كان في ذروته الاولى، فعلى الرغم من ارتفاع معدلات الاصابة الى اكثر من 621الفاً و755 حالة، الا اننا نرى الحياة عادت الى طبيعتها المعهودة، فقد فتحت المولات والاسواق الشعبية ابوابها امام المتبضعين والمطاعم التي لا تكاد تخلو من الزبائن، من دون الالتزام بالاجراءات الوقائية، فاصبح من النادر أن نجد شخصاً مرتدياً كمامته في ظل التحذيرات والمخاوف من انتشار موجة الفيروس الثانية الخطيرة التي اجبرت الكثير من الدول على إعادة فرض القيود والحظر. 
لامبالاة
يقول الشاب محمد كريم (23 عاماً) "بحكم عملي كسائق اجرة اجد الكثير من الناس غير ملتزمين بالاجراءات الوقائية، لاسيما في هذه الفترة، واشعر كأن الوباء قد انتهى في العراق، مبيناً انه في بداية الموجة الاولى للفيروس كنت اقوم بتعقيم المقاعد قبل صعود الركاب، لكن الان وبعد انتشار حالة اللامبالاة والتعايش مع الفيروس ابتعدت انا واسرتي عن الالتزام بالاجراءات الوقائية". 
ويتفق معه في الرأي حميد علي (35 عاماً) الذي يرى "ان الكثير غير ملتزمين بالاجراءات الاحترازية، فاصبح الالتزام شبه معدوم" اذ يضيف علي "كوني موظفا في احدى الدوائر الرسمية ارى الكثير من زملائي وزميلاتي غير ملتزمين، فلا اجد الا القليل ممن لا يزالون يتبعون الاجراءات الوقائية، ويرجع سبب تهاون المواطنين الى غياب الرقابة من قبل الجهات المعنية". 
 
استهانة
لا يوجد تطبيق للاجراءات الاحترازية، اذ نرى السلام والتحية والمصافحة باليد ولا يوجد أي تباعد على الإطلاق، وهناك تهاون كبير من قبل المواطنين في جميع الاماكن، هذا ما اخبرتنا به غيداء محمد (32 عاماً)،مضيفة "عند ذهابي الى الاسواق لا اجد الا القليل من الناس ملتزمين بالاجراءات، اذ ان الكثير غير ملتزمين، وجميع الاماكن مكتظة بالمواطنين، فعند مشاهدتي لهم اشعر كان الفيروس قد اختفى نهائياً". 
 
توعية الجماهير
يقع على عاتق المدرسة وجميع مؤسسات الاعلام زيادة توعية الناس للالتزام بالاجراءات الصحية، اذ ان الفيروس مازال موجوداً واعداد الاصابات في زيادة مستمرة، وتقول المعلمة منار جبار (35 عاماً) "اعتدت على ارتداء الكمامة منذ انتشار وباء كورونا ولايمكنني التخلي عنها في الصف على الرغم من انها تعيقني اثناء الدرس والتحدث مع التلاميذ" ، موضحةً " لكوننا نعد القدوة للتلاميذ فيجب علينا أن نشجع على الالتزام بالاجراءات حفاظاً على سلامتهم وسلامة الجميع من خطر العدوى". 
 
ضرورة المتابعة 
يقف رجل المرور محمد كمال مرتدياً كمامته في احد التقاطعات، وهو ينظم السير ويحمل معه المعقم اينما ذهب، ويؤكد كمال : "اشعر بالحزن عند مشاهدتي للناس وهم غير ملتزمين بالاجراءات الوقائية على الرغم من ارتفاع معدلات الوفاة والاصابة"، مبيناً "اتابع باستمرارالموقف الوبائي في مواقع التواصل الاجتماعي ونشرات الاخبار".
 
قلة الوعي
نظرات التعجب تلاحقني اينما ذهبت وكأني الوحيد الذي لا يزال يلتزم بالإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا، هذا مابدأ به رائد مجيد (٣٦عاماً) في معرض حديثه،اذ يضيف "بعد اصابتي بفيروس كورونا اصبحت اكثر حرصاً على الالتزام بالاجراءات الوقائية بسبب ماعانيته خلال اصابتي من الحمى والسعال وضيق التنفس، فضلاً عن عدم قدرتي على الحركة،و بعد شفائي من الفيروس اصبحت الكمامة والقفازات من الاشياء الضرورية التي لا استغني عنها".
 
تعايش مع الفيروس
يرى الدكتور جليل ماجد "ان فترة التعايش مع فيروس كورونا من اصعب الفترات، لا سيما في العراق، بسبب التهاون الكبير من قبل المواطنين في الإجراءات الوقائية والذي يعتبر السبب الاساس لانتشار الفيروس، و يجب على المواطنين الالتزام بجميع التعليمات الصحية، مثل التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامة، وتعقيم الأيدي، والابتعاد عن التجمعات حفاظاً على سلامتهم".
مبيناً "ان اللقاح الى الآن لم يثبت فعاليته وقدرته في القضاء على الفيروس، لكونه في تجدد مستمر، لاسيما بعد ظهور الموجة الثانية التي تعد اصعب بكثير من الموجة الاولى، لذا يجب الالتزام قدر الامكان بالاجراءات الاحترازية".