من حق الناخب أنْ يعرف

منصة 2021/02/24
...

ربيع نادر
هل وصلت التجربة السياسيَّة العراقيَّة الى النضج المطلوب لوجود تحالفين واضحين يتنافسان في حصد أصوات الناخبين؟.
السؤال صار مطروحًا في ظل ترويج أطراف سياسيَّة عدّة لفكرة إيجاد تحالفات جامعة (شيعيَّة سنّيَّة كرديَّة) لخوض الانتخابات المقبلة. ويبدو أنَّ الجواب يحتّم علينا أولًا معرفة الطريقة التي سيتم على وفقها الالتئام السياسي الجديد.
لا خلاف أنَّ إيجاد هذين التحالفين يمثل مفتاحًا مهمّا لاستقرار التجربة الديمقراطيَّة العراقيَّة، لكن ما يثير الإحباط دائمًا هو سيطرة الشعارات المؤقتة بالعادة على تحديد المُتحالفين، بدلًا من المبادئ كما هي الحال في الديمقراطيات المعروفة.
منذ وقتٍ جرى طرح قضية السلاح كأحد أبرز معايير التموضع السياسي (موقفك من السلاح يُعرّف موضع وقوفك)، لكن حتى هذه النقطة لا يبدو أنها حاسمة في إنتاج المطلوب فإننا دائمًا ما نجد طرفًا يعارض السلاح شعارًا، ثم يتقارب بعد الانتخابات (وحتى قبلها) مع طرفٍ سياسي لا يرى في الاحتفاظ بالسلاح أية مشكلة!.
وهذا التقلّب نراه يحدث في قصّة يتم تكرارها يوميًا في الخطابات، يضاف إليه الضبابيَّة في الموقف من موضوعات عدّة يفترض أنها الأساس في فلترة الإشكال التحالفيَّة. ومثلاً ـ  فإننا لا نجد من يطرح بوضوح موقفه في ملف العلاقات الخارجيَّة؛ شكل العلاقة مع إيران، شكل العلاقة مع أميركا، وحتى شكل العلاقة بين بغداد وأربيل. وفي وقتٍ شاهدنا التفاصيل الصغيرة وهي تغدو حاسمة في السباق الانتخابي الأميركي، فإننا نجد في بلدٍ مثل العراق يعاني أزمات متراكمة غياباً تاماً لقضايا لها اتصالٌ مباشرٌ بحياة العراقيين. 
ولا نجد تنافساً في طرح كل طرف سياسي لكيفيَّة معالجة الفساد أو البطالة أو توفير الخدمات!.
الخلاصة؛ إنَّ من حق الناخب أنْ يعرف الموقف الصريح من قضايا محددة بعينها، ولا شيء آخر. وإنَّ ذلك الموقف هو الذي جمع التحالف (س)، ثم من حقه أيضاً بعد ذلك أنْ يرى هذا التحالف ملتزماً في موسم الحصاد بما قاله أيام 
الزرع.