منظومة {أس 500» الروسيَّة تدخل الخدمة

بانوراما 2021/02/28
...

مارك إبسكوبوس
ترجمة: أنيس الصفار 
قال نائب وزير الدفاع الروسي “ أليكسي كريفوروشكو” متحدثاً الى مجلة “كرازنايا زفيزدا” المعنية بالشأن الدفاعي إنَّ الجيش الروسي يخطط لإكمال المراحل التجريبية للجيل الآتي من منظومة الدفاع “أس 500” المضادة للصواريخ خلال العام الحالي وإنزالها الى الخدمة ومعها الرادار “فورونيش” الذي يعمل ضمن نطاق الأطوال الموجية المترية.
واجهت منظومة “أس 500”، المعروفة أيضاً باسم “ترايمفاتور– أم”، طريقاً وعرة عبر مراحل البحوث والتطوير. ففي العام 2011 كان قد أعلن عن اكتمال تطويرها وتوقع البدء بانتاجها المتسلسل سنة 2014. ثم أجل الموعد الى العام 2017 من دون تقديم أي إيضاحات، وحصل تمديد الى العام الماضي. بيد أنَّ كريفوروشكو بقي ثابتاً على الموعد الأخير المعدل الذي أعلنه، أي العام الحالي. كما أضاف المسؤول الروسي أن التسليم المتسلسل لمنظومة “أس 500” يتوقع البدء به في العام 2025. 
في وقت سابق كان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قد عبر عن رغبته في الاشتراك مع روسيا لإنتاج المنظومة “أس 500”، ولو أنَّ طبيعة تلك المحادثات بين موسكو وأنقرة الحالية بقيت مبهمة ولم تحسم. من المتوقع جداً أنْ تخصص المنظومات الأولى من “أس 500” لحماية موسكو والمناطق المحيطة بها، ولكن خطط روسيا لنشر منظومتها الجديدة من بعد ذلك تبقى غير واضحة.
 
أس 400
خليفة منظومة “أس 400” هذه، التي طال انتظارها، تفخر بامتلاكها ميزات أداء هي الأرقى بين جميع الفئات، إذ يعتقد أنَّ “أس 500” لديها القدرة على الاشتباك مع القذائف البالستية ضمن مدى يتجاوز 600 كيلومتر، والاشتباك مع طائرات العدو ضمن مدى يقارب 500 كيلومتر، وهذا تطور مشهود لدى قياسه بمنظومة “أس 400”. وستكون منظومة الدفاع الجوي الروسية المقبلة مزودة برؤوس حربية جديدة قادرة على مطاردة واستهداف ما يصل الى 10 قذائف معادية محملة برؤوس حربية بسرعة تزيد على ستة كيلومترات في الثانية. هذه الصواريخ من سلسلة (77 أن 6) لديها القدرة، وفقاً للتقارير، على اعتراض صواريخ كروز والصواريخ عابرة القارات التي تفوق سرعة الصوت وأي اجسام تطير بسرعات تتعدى 5 ماخ. تزعم الجهة المصنعة، واسمها “ألماز- أنتي”، أن منظومة “أس 500” يمكن أن تمثل تهديداً حتى لأنواع معينة من الاقمار الاصطناعية التي تدور بمدارات منخفضة، ولو أن كفاءة أداء المنظومة عند الارتفاعات العالية القصوى لم تختبر بعد.
لا يعرف بعد عدد منظومات “أس 500” المجدولة للتسليم أو السرعة التي سيتم بها ذلك، مع هذا سيكون شكلاً من أشكال الإخفاق المالي والفني من جانب الكرملين أنْ يحاول استبدال جميع منظومات “أس 400” ببدائل من منظومات “أس 500” المرتفعة التكاليف وعالية التعقيد. بدلاً من ذلك يبدو أنَّ من المزمع جعل المنظومة الجديدة تدخل الخدمة الى جانب منظومة “أس 400” القديمة لعقودٍ مقبلة كمنظومة متممة أبعد مدى وأرفع قدرة على التعامل مع المواقف. فمنظومة “ترايمفاتور– أم” تستطيع من خلال قدراتها المتقدمة في التعقب والاستهداف أنْ تعزز منظومتي “أس 300” و “أس 400” بطبقة دفاع إضافية ضد ما يسمى ضربات الهجوم الاشباعي (تكتيكٌ عسكري يأمل من خلاله الطرف المهاجم تحقيق مكاسبه ومقاصده العسكرية عن طريق اجتياح قدرة العدو التكنولوجية والمادية والنفسية على التصدي للهجوم بكفاءة- المترجم) لكنها رغم هذا تبشر بمستوى أداء جديد جذرياً في وجه تهديدات وجودية مثل الاسلحة الأسرع من الصوت.
من هذا المنطلق لا يمكن اعتبار منظومة “أس 500” خلفاً خالصاً بديلاً لمنظومة “أس 400” بقدر كونها سلاحاً جديداً كلياً مصمماً لأداء مهام ستراتيجية مختلفة. 
عن موقع “ناشينال إنتريست”