من أين يأتي البابا بملابسه؟

بانوراما 2021/03/03
...

جيسامين هاتشير 
ترجمة: مي اسماعيل
خياطو الجيل السادس
"لورنزو غاماريللي" وأبناء عمومته "ماسيميليانو" و"ستيفانو باولو" هم الجيل السادس من الاسرة التي تدير المتجر؛ الذي اتخذ موقعه الحالي منذ أفتتح أبوابه عام 1874. 
قبل انتخاب البابا الجديد يعرض المتجر في نافذته أردية بابوية بمقياس صغير ومتوسط وكبير، ويراقب نتائج الانتخاب.. يصبح غاماريللي مستعدا لتجهيز ملابس البابا حتى قبل اجتماع مجلس الكرادلة لانتخابه؛ وقبل ظهوره العلني الأول. يقول لورنزو: "نحن نذهب الى الحَبر الأعظم؛ ويأتي الينا الآخرون جميعا..". 
ما زالت الملابس البابوية دون تغيير يذكر منذ نحو ألفي سنة؛ ما عدا بعض التنويعات البسيطة.. البابا "يوحنا بولس الثاني" يرتدي حذاء من دون كعب، والبابا "بولس السادس" يودع التاج البابوي في متحف، والبابا "بنديكت" يعيد استخدام الموزيتا "mozzetta"، وهو رداء كتف مخملي أحمر مزين بالفرو. لكن يبدو مؤخرا ان الملابس البابوية نالت نصيبها من الاعجاب الثقافي العام؛ فقد انتخبت مجلة "أسكواير" الاميركية سنة 2013 البابا "فرانسيس" أفضل الرجال ملبسا على قيد الحياة. وأقام متحف متروبوليتان بنيويورك سنة 2018 معرضا لنتاجات فنون المخيلة الكاثوليكية، جامعا بين المعروضات الراقية وقطع من مجموعة المتحف المسيحية التي تعود للقرون الوسطى؛ ومنها أردية بابوية وإكسسوارات من خزانة كنيسة سيستين، لم تعرض الكثير منها خارج الفاتيكان سابقا.  
 
أردية لا تخضع للموضة
بالنسبة للورنزو تمتد العلاقة بين الأزياء والملابس الكهنوتية إلى انجيل العهد الجديد (متي 6:28).. عن هذا يقول: "على مصممي الموضة الراقية أن يأتوا بالجديد المختلف دائما، وعلينا أن نفعل العكس تماما؛ فكل شيء يجب أن يبقى كما هو. لدينا خياط واحد فقط؛ لأن جميع الاردية يجب ان تكون بالتصميم ذاته والنمط ذاته". 
ولكن رغم كل شيء لا تبقى تلك الاردية جامدة؛ فهي أيضا تمر بمواسم لا تخضع لأهواء موضة باريس أو ميلانو؛ بل لمجريات التقويم الليتورجي الكاثوليكي.. هذا ما يفسره لورنزو قائلا: "تكون ((الاردية)) باللون الأخضر للوقت الاعتيادي؛ والأرجواني للصوم والمجيء، والأحمر لعيد العنصرة وعيد الشهداء؛ والأبيض لأهم الأعياد مثل عيد الميلاد وعيد الفصح. أما اللون الوردي فهو ليومين في السنة فقط: الأحد الثالث للمجيء والأحد الرابع من مدة الصوم الكبير". 
يحتفظ المتجر في غرفة خلفية بالقوالب القديمة لقص الاقمشة؛ معروضة في خزانة زجاجية معلقة على الجدار، ومغلفة بمحفظة من الجلد القرمزي منقوشا عليها اسم المؤسسة ومربوطة بشريط حريري.. وما زالت قيد الاستخدام. يمضي لورنزو قائلا: "لدينا قول بالايطالية: "الثوب لا يصنع الكاهن"؛ ولكن هناك سببا لكون الاردية الكنسية جميلة. هنا أقتبس عن القديس "فرانسيس"، الذي كان يرتدي ملابس متقشفة، لكنه قال: "حينما تتلو القداس يجب أن ترتدي أفضل الاقمشة؛ لأنها "لله"، ولذا لن نكون سعداء بإنتاج ملابس غير جميلة". 
 
جوارب ملونة
يشتري السياح جوارب كثيرة من المتجر، بسعر 13 يورو للزوج (نحو 16 دولارا)، كما يشرح لورنزو: "كنا نعرض الجوارب لرجال الكنيسة فقط؛ أسود للإكليريكيين والكهنة، والارجواني للأساقفة والأحمر للكاردينالات". لكن الامور تغيرت منذ نحو عشرين عاما بفضل "ادوارد بالادور" رئيس وزراء فرنسا الاسبق.. يمضي لورنزو قائلا: "لم نكن نعرفه؛ لكنه كان يرتدي جواربنا، الحمرمنها. وبعد انتخابه مباشرة سأله معد أحد اللقاءات قائلا: "ومن أين تشتري هذه الجوارب الحمر الفاخرة؟" فأجاب: "من متجر صغير في روما اسمه غاماريللي". ثم ظهر بطل فيلم "الخيط الشبح-Ghost Thread’" الفنان "دانيال دي لويس" مرتديا جوارب ارجوانية اشتراها من هنا؛ فبدأ الناس يسألون عن الجوارب الارجوانية التي ارتداها بطل الفيلم".  
 
 
 
 
خياطو الجيل السادس
"لورنزو غاماريللي" وأبناء عمومته "ماسيميليانو" و"ستيفانو باولو" هم الجيل السادس من الاسرة التي تدير المتجر؛ الذي اتخذ موقعه الحالي منذ أفتتح أبوابه عام 1874. 
قبل انتخاب البابا الجديد يعرض المتجر في نافذته أردية بابوية بمقياس صغير ومتوسط وكبير، ويراقب نتائج الانتخاب.. يصبح غاماريللي مستعدا لتجهيز ملابس البابا حتى قبل اجتماع مجلس الكرادلة لانتخابه؛ وقبل ظهوره العلني الأول. يقول لورنزو: "نحن نذهب الى الحَبر الأعظم؛ ويأتي الينا الآخرون جميعا..". 
ما زالت الملابس البابوية دون تغيير يذكر منذ نحو ألفي سنة؛ ما عدا بعض التنويعات البسيطة.. البابا "يوحنا بولس الثاني" يرتدي حذاء من دون كعب، والبابا "بولس السادس" يودع التاج البابوي في متحف، والبابا "بنديكت" يعيد استخدام الموزيتا "mozzetta"، وهو رداء كتف مخملي أحمر مزين بالفرو. لكن يبدو مؤخرا ان الملابس البابوية نالت نصيبها من الاعجاب الثقافي العام؛ فقد انتخبت مجلة "أسكواير" الاميركية سنة 2013 البابا "فرانسيس" أفضل الرجال ملبسا على قيد الحياة. وأقام متحف متروبوليتان بنيويورك سنة 2018 معرضا لنتاجات فنون المخيلة الكاثوليكية، جامعا بين المعروضات الراقية وقطع من مجموعة المتحف المسيحية التي تعود للقرون الوسطى؛ ومنها أردية بابوية وإكسسوارات من خزانة كنيسة سيستين، لم تعرض الكثير منها خارج الفاتيكان سابقا.  
 
أردية لا تخضع للموضة
بالنسبة للورنزو تمتد العلاقة بين الأزياء والملابس الكهنوتية إلى انجيل العهد الجديد (متي 6:28).. عن هذا يقول: "على مصممي الموضة الراقية أن يأتوا بالجديد المختلف دائما، وعلينا أن نفعل العكس تماما؛ فكل شيء يجب أن يبقى كما هو. لدينا خياط واحد فقط؛ لأن جميع الاردية يجب ان تكون بالتصميم ذاته والنمط ذاته". 
ولكن رغم كل شيء لا تبقى تلك الاردية جامدة؛ فهي أيضا تمر بمواسم لا تخضع لأهواء موضة باريس أو ميلانو؛ بل لمجريات التقويم الليتورجي الكاثوليكي.. هذا ما يفسره لورنزو قائلا: "تكون ((الاردية)) باللون الأخضر للوقت الاعتيادي؛ والأرجواني للصوم والمجيء، والأحمر لعيد العنصرة وعيد الشهداء؛ والأبيض لأهم الأعياد مثل عيد الميلاد وعيد الفصح. أما اللون الوردي فهو ليومين في السنة فقط: الأحد الثالث للمجيء والأحد الرابع من مدة الصوم الكبير". 
يحتفظ المتجر في غرفة خلفية بالقوالب القديمة لقص الاقمشة؛ معروضة في خزانة زجاجية معلقة على الجدار، ومغلفة بمحفظة من الجلد القرمزي منقوشا عليها اسم المؤسسة ومربوطة بشريط حريري.. وما زالت قيد الاستخدام. يمضي لورنزو قائلا: "لدينا قول بالايطالية: "الثوب لا يصنع الكاهن"؛ ولكن هناك سببا لكون الاردية الكنسية جميلة. هنا أقتبس عن القديس "فرانسيس"، الذي كان يرتدي ملابس متقشفة، لكنه قال: "حينما تتلو القداس يجب أن ترتدي أفضل الاقمشة؛ لأنها "لله"، ولذا لن نكون سعداء بإنتاج ملابس غير جميلة". 
 
جوارب ملونة
يشتري السياح جوارب كثيرة من المتجر، بسعر 13 يورو للزوج (نحو 16 دولارا)، كما يشرح لورنزو: "كنا نعرض الجوارب لرجال الكنيسة فقط؛ أسود للإكليريكيين والكهنة، والارجواني للأساقفة والأحمر للكاردينالات". لكن الامور تغيرت منذ نحو عشرين عاما بفضل "ادوارد بالادور" رئيس وزراء فرنسا الاسبق.. يمضي لورنزو قائلا: "لم نكن نعرفه؛ لكنه كان يرتدي جواربنا، الحمرمنها. وبعد انتخابه مباشرة سأله معد أحد اللقاءات قائلا: "ومن أين تشتري هذه الجوارب الحمر الفاخرة؟" فأجاب: "من متجر صغير في روما اسمه غاماريللي". ثم ظهر بطل فيلم "الخيط الشبح-Ghost Thread’" الفنان "دانيال دي لويس" مرتديا جوارب ارجوانية اشتراها من هنا؛ فبدأ الناس يسألون عن الجوارب الارجوانية التي ارتداها بطل الفيلم".